لكل السوريين

بعد ارتفاع أسعارها.. تراجع حاد في نسبة شراء المواطنين للحوم في دمشق

السوري/ دمشق ـ تأثرا بالأوضاع الاقتصادية السيئة التي يشهدها الشارع السوري، ارتفعت وبشكل جنوني أسعار اللحوم في العاصمة، في وقت أكد فيه مواطنون أنهم طيلة شهر رمضان لم يأكلوا لحما، بعد أن اعتاد أن يكون ضيفا دائما على الموائد الدمشقية.

ووصل سعر كيلو لحم الفروج الحي إلى 4800 ليرة في العاصمة دمشق، في غرد لحم الغنم خارج السرب ببلوغه حاجز الـ 15 ألف ليرة سورية، في حيث بلغ سعر الكيلو الواحد من الشرحات 11 ألف ليرة.

ونظرا للمردود القليل الذي يتقاضاه الموظف في المؤسسات السورية والذي يقدر وسطيا بحوالي 50 ألف ليرة سورية، وارتفاع سعر الفروج أصبح المواطن عاجزا عن شراء اللحم الذي كان بالأمس القريب الوجبة الرئيسية في المائدة السورية.

عنا أهم من اللحم

وفي هذا السياق، عبر عدد من المواطنين عن حزنهم الشديد لما تشهده البلاد من حالة اقتصادية سيئة، مشيرين إلى أن اللحم يمكن الاستغناء عنه، لكن هناك أمور أهم منه بكثير.

حسان، رب أسرة، يبلغ من العمر 39 عاما، ويعمل عامل في محل يبيع فروج، قال “طيلة شهر رمضان لم نبع سوى القليل من الفروج، والسبب الرئيسي هو الانخفاض الكبير لليرة، والوضع الاقتصادي المتردي”.

وأضاف “قبل الهبوط الحاد لليرة السورية أمام الدولار كنا نبيع في اليوم الواحد في أسوء الأحوال 30 فروجة، وهو أمر مقبول قياسا بالمرحلة الحالية، لكن الآن فلم يعد أحد يريد الفروج نظرا لسعره المرتفع”.

المواطن شهاب الدين، قال ساخرا “يا أخي مو شرط أجيب لحمة بـ 5000 ليرة، وعيلتي 6 أشخاص يعني بدهم على أقل تقدير 3 كيلو، حقهن 15 ألف، بلا اللحم من أساسو”.

واعتبر شهاب أن كل من يأكل لحم في هذه التواقيت هو من المترفين أو من أصحاب الدخل الكبير، في حين أن “نحن المواطنين الفقراء لم نعد نقوى على شراء حذاء ذي جودة عالية، فما بالك بكيلو لحمة وصل لـ 5000 ليرة”.

القوانص والجوانح يفي بالغرض

ناديا، أربعينية، تقطن في حي التضامن الدمشقي، قالت “منذ أن بلغ سعر الكيلو 3500 ليرة سورية لم نعد نشتري اللحم، ما نموت إذا ما أكلنا لحم، ليش هو أوكسجين، والخضرة غالية، البندورة كأنها مأكول يصنف من الجواهر”.

وأشارت ناديا إلى أن البعض من العائلات السورية الميسورة ماديا، بدأت في الوقت الحالي في شراء الجوانح والقوانص، والتي تعد رخيصة بحسبها هي، حيث يبلغ الكيلو الواحد منها 1700 ليرة.

ونوهت بأن “العديد من العائلات الدمشقية لم تكن تعتبر القوانص والجوانح بأنه صنف من اللحوم، لكن في الوقت الحالي اتجهت أغلبها لاعتماده كوجبة رئيسية، وفاخرة حتى”.

وعادت الليرة السورية لتتحسن تدريجيا أمام الدولار الأمريكي، حيث بدأت ترتفع تدريجيا قياسا باليومين الماضيين، حيث تجاوز سعر صرف الدولار في السوق السوداء حاجز الـ 1800 ليرة بحسب موقع الليرة اليوم.

تقرير/ سعد ناصر