لكل السوريين

تصاعد التوترات في الشرق الأوسط يدفع واشنطن إلى إجلاء موظفيها من عدة دول

تتصاعد التوترات الأمنية في الشرق الأوسط وتتزايد المخاوف من اندلاع مواجهات مع إيران، حيث أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن بدء عمليات نقل موظفين أميركيين من عدد من دول المنطقة، معتبرة أن الأوضاع قد تشكل “خطراً” على الطواقم الدبلوماسية والعسكرية.

وقال ترمب خلال حديث للصحافيين أثناء حضوره عرض فيلم “البؤساء” في مركز كينيدي بواشنطن، إن نقل الموظفين يجري “لأن الشرق الأوسط قد يكون مكاناً خطراً”، مؤكداً في الوقت نفسه أن إيران “لا يمكنها امتلاك سلاح نووي”.

وجاءت تصريحات ترمب بعد تأكيد مسؤول أميركي أن وزير الدفاع بيت هيغسيث أذن بالمغادرة الطوعية لعائلات العسكريين الأميركيين في عدة مواقع بالشرق الأوسط، مشدداً على أن “سلامة أفراد الجيش وعائلاتهم أولوية”، فيما تواصل القيادة المركزية الأميركية متابعة الوضع بالتنسيق مع الخارجية الأميركية وحلفاء واشنطن في المنطقة.

وفي سياق متصل، تستعد السفارة الأميركية في بغداد لتنفيذ عملية إخلاء منظمة وسط تصاعد المخاطر الأمنية، وفق ما أفاد به مسؤول أمني عراقي ومصدر أميركي. وأوضح مسؤول أميركي آخر أن الإخلاء سيتم “عبر وسائل تجارية”، لكن الجيش الأميركي جاهز للتدخل إذا تطلب الأمر.

بالمقابل، نفت الحكومة العراقية وجود أي مؤشرات أمنية تستدعي الإجلاء، وأكد مصدر حكومي لوكالة الأنباء العراقية أن جميع البعثات الدبلوماسية “تعمل بأمان وتتمتع بحرية كاملة”، مضيفاً أن الخطوات الأميركية تأتي ضمن مراجعة عامة لوضع بعثاتها في الشرق الأوسط، ولا تستهدف العراق تحديداً.

وفي تطور موازٍ، قرر قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل إريك كوريلا، تأجيل شهادته المقررة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ بسبب التوتر الإقليمي المتصاعد.

ويأتي هذا التوتر في ظل تهديدات متبادلة بين واشنطن وطهران، إذ حذر وزير الدفاع الإيراني، عزيز ناصر زاده، من أن بلاده ستستهدف القواعد الأميركية في حال فشل المحادثات النووية أو نشوب صراع مع الولايات المتحدة. وقد خاض الطرفان خمس جولات تفاوضية بوساطة سلطنة عُمان دون التوصل إلى اتفاق نهائي.

ورغم استهداف فصائل عراقية موالية لإيران مواقع أميركية في العراق وسوريا بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس عام 2023، لا يزال العراق يتمتع باستقرار نسبي مقارنة بدول مجاورة، في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة انتشارها العسكري في المنطقة، بما في ذلك قواعد كبرى في قطر وسوريا والعراق.