لكل السوريين

شذرات من تاريخ السينما السورية 6

إعداد/ محمد الصالح  

بدأت المحاولات السينمائية الأولى بعرض صور متحركة في مدينة حلب عام 1908عن طريق أشخاص قدموا من إحدى الولايات العثمانية.

ولكن بداية المحاولات السينمائية الفعلية كانت في عام 1912، حيث عرض حبيب الشماس صوراً متحركة في المقهى الذي كان يستثمره في ساحة المرجة بدمشق، وكانت آلة العرض تدار باليد، وكان الضوء فيها يتولد من مصباح يعمل بغاز الاسيتيلين.

ثم بدأ الانتاج السينمائي بصورته الحديثة عام 1928، بفيلم المتهم البريء.

أفلام قصيرة وإخبارية

إلى جانب إنتاج الأفلام الروائية التي تمت في تلك الفترة، كان بعض هواة السينما في سوريا يقومون بمحاولات تصوير أفلام قصيرة وإخبارية اقترب بعضها من الأفلام الوثائقية.

ففي عام ١٩٣٢، وعندما كانت شركة “هليوس فيلم” تقوم بإنتاج فيلم تحت سماء دمشق، أدخل المصور الفوتوغرافي الشهير نور الدين رمضان، كاميرا للتصوير السينمائي للمرة إلى دمشق، وسجل بها أبرز الأحداث الوطنية من تلك الفترة.

وقام بتصوير اجتماعات المجلس النيابي الأول في عهد رئيس الجمهورية محمد علي العابد،

كما صور عودة الوفد السوري من باريس، والمظاهرات التي قامت بدمشق ضد الانتداب الفرنسي، كما سجل أفلاماً أخرى قيمة من مختلف الأحداث التاريخية التي وقعت تلك الأيام.

وبلغ ما صوره نور الدين رمضان من الأفلام الاخبارية أكثر من أربعة آلاف متر.

وواجه الكثير من المعاكسات من قبل سلطات الانتداب الفرنسي التي كانت تقاوم فكرة صناعة سينمائية في البلاد، إذ كان يضطر لأخذ أفلامه الجاهزة للعرض إلى دائرة الرقابة الفرنسية في بيروت للحصول على ترخيص للعرض.

ولما كانت أكثر المشاهد ترصد المظاهرات المعادية للفرنسيين، والهتافات الرافضة للانتداب، فقد كانت الرقابة الفرنسية تقص معظم مشاهد الفيلم، وتسمح له بعرض باقي المشاهد التي لا قيمة لها، وقد منعت بعض أفلامه بعد الموافقة عليها، في حمص وحماه وحلب، مما تسبب له بخسارة مبالغ كبيرة.

ومن أهم ما سجله نور الدين رمضان المهرجانات التي أقيمت لاستقبال المبعدين السياسيين من رجال الكتلة الوطنية، واستقبال الدكتور عبد الرحمن الشهبندر وسلطان باشا الأطرش، وحفلة افتتاح معرض دمشق الصناعي عام ١٩٣٦، وتشييع جثمان الزعيم الوطني ابراهيم هنانو في حلب.