لكل السوريين

اكتظاظٌ بالنازحين وحكومة من مختلف جنسيات العالم.. أسباب مهدت لتفكك النسيج الاجتماعي في إدلب

إدلب/ عباس إدلبي 

تعيش مدينة إدلب، شمال غرب سوريا، ظواهر لم تكن موجودة في المجتمع السوري رغم تنوعه الثقافي، فالمدينة الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام المقربة من تركيا باتت تسجل يوميا العشرات من حالات السرقة والجرائم والفدى.

وخرجت مدينة إدلب عن سيطرة الحكومة السورية مع بداية الأزمة التي تعيشها البلاد، وفي البداية سيطرت عليها فصائل المعارضة التابعة لتركيا، ثم سيطرت عليها جبهة النصرة وبجوارها تنظيمات متطرفة مقربة من داعش والقاعدة.

ونظرا للفوضى العارمة التي تشهدها المنطقة من ناحية الفئة التي تحكمها، وغياب الجهاز الأمني المنظم، باتت المدينة وأريافها حاليا تشهد العشرات من حالات السرقة والاغتيالات والجرائم والابتزاز وسط غياب الأمن.

أحمد العبدالله، باحث في الشؤون الاجتماعية، قال لمراسلنا حول هذا الموضوع “الشعب السوري يمتاز بالبساطة والطيبة، والحرب الحالية كرست نظرية فرق تسد، وجعلتها عنوانا لأي بداية حكم، فاعتنقت بعض الفصائل العسكرية التي تدير المنطقة هذه السياسة، وجعلتها أسلوب حكم”.

وأضاف “هذه الأمور مهدت لإحلال الفساد والمحسوبيات، فجعلت الأخ عدوا لأخية، وكذلك الأب عدوا لأبنائه، وعززت الانقسامات وزادت من حدتها المنظمات العاملة في إدلب، والتي كرست مفهوم البغضاء وزرعت البغضاء والكراهية بين أفراد المجتمع”.

ويوضح “من زاوية أخرى نرى أن ارتفاع معدل الجريمة والخطف وطلب الفدية ما هو إلا دليل واضح للمستوى المتدني التي وصل به الحال في إدلب وخاصة في غياب القانون وعودة شريعة الغاب إلى الواجهة، في ظل غياب القانون والمؤسسات القضائية أصبح كل شخص قاض وشرطي وشرعي، وفتحت المجال لعودة الأخذ بالثأر للواجهة، حيث سجلت ادلب وعموم الشمال الغربي لسوريا معدلات مخيفة من حيث ارتفاع معدل الجريمة وخاصة جرائم الشرف والثأر في بقعة ضيقة مكتظة بالسكان”.

المحامي أشرف الميال، أيضا تحدث حول أسباب تدهور النسيج الاجتماعي في ادلب، والتي عزى بها الاختلاف بالعادات والتقاليد ما بين قاطني المنطقة، حيث أن جميع قاطني المدن السورية يقطنون في مكان واحد، إضافة إلى مختلف الجنسيات التي تدير المنطقة، ناهيك عن انقسام تلك الفصائل فيما بينها، كل هذه الأسباب أدت إلى الانقسام الاجتماعي بحسب الميال.