السوري/ الحسكة ـ بعد ماضٍ حافل من الحروب بين دولتي كلاً من أذربيجان وأرمينيا، عاودت دولة أذربيجان هجومها مرة أخرى على أرمينيا بتاريخ ٢٧ الشهر المنصرم (آب/سبتمبر) وذلك بسبب النزاع على إقليم قره باغ ذي الأغلبية الأرمينية.
مع تزايد حدة الحرب أعلنت الدولة التركية دعمها لأذربيجان وأرسلت المئات من المرتزقة السوريين ليقاتلوا مع القوات الأذرية ضد دولة أرمينيا، في محاولة الرئيس التركي أردوغان إعادة أمجاد الدولة العثمانية وإعادة تهجير الأرمن وتكرار مذبحتهم وإبادتهم كما في عام ١٩١٥.
وفي هذا السياق، وتحت شعار (لسنا دعاة حروب بل نريد السلام لجميع الشعوب) استنكر المجلس الاجتماعي الأرمني في الحسكة الهجمات التي تشنها أذربيجان وحليفتها تركيا على أرمينيا والمجازر التي ترتكب بحق الأرمن من خلال قراءة بيان للرأي العام بكل من اللغات الأرمنية والعربية والكردية يدين الحرب القائمة حالياً.
وفي هذا الصدد كان لنا لقاء مع عبد الحليم كيككيان العضو في المجلس الاجتماعي الأرمني الذي ذكر لنا، أن أبناء الشعب الأرمني وأبناء الشتات الأرمني من خلال هذه الحرب، يستذكرون في هذه الأيام ببالغ الحزن والأسى الإبادات التي مورست بحقهم في القرن الماضي، وما تبع ذلك من عمليات صهر ثقافي جعلت من المكون الأرمني أكثر تجرعاً للمرارة.
وأضاف كيككيان، أن الشعب الأرمني بمجموعه في الوطن والشتات ينظر إلى هدير كل طائرة حربية نذير شؤم، ويتحسس الخراب المجتمعي مع دوي كل قذيفة، لذلك يجب رفع سوية مجتمعاتنا في مختلف النواح السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية، من خلال تنظيمها على أسس تاريخية وثقافية غنية كي تتوقف الحرب وتزهر براعم الحياة في حديقة الإنسانية بكل ألوان الطيف.
وأردف كيككيان، أننا ندعم مقاومة دولتنا الأم أرمينيا في وجه العدو ونمجد بطولاتها ونقف وقفة عز لشهدائنا، وبذات الوقت نطالب بوقف الاعتداء الهمجي وإنهاء الحرب وإحلال السلام، فالمكون الأرمني اضطُهد على مدى عصور بدون أي سبب، فيجب أن يأن الأوان للعيش بسلام.
واستذكر كيككيان جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحق الأرمن من خلال قتل جميع الذكور وإخصاء الآخرين، لإنهاء نسلهم وكذلك اغتصاب وتهجير النساء إلى سوريا، وحرق وتدمير جميع الكنائس والأديرة الأرمنية والتي يعود بعض منها ل ١٠٠٠ سنة، مرتكبين بذلك ثاني أكبر مذبحة على مستوى العالم بعد مذبحة الهلوكوست.
واختتم كيككيان، أن المكون الأرمني ضد العنف بكل أنواعه ويستنكرون الإبادة العرقية وصهر الثقافات ويدعون لدراسة التاريخ بجدية ووقف الاعتداءات الطائفية على مكون معين.
تقرير/ مجد محمد