لكل السوريين

في السويداء مطلوبين بالجملة.. وفصائل محلية تحتجز عناصر أمنية

السوري / السويداء – أثار خبر تعميم أسماء مواطنين مطلوبين لجهات أمنية استياء شريحة واسعة من المواطنين في محافظة السويداء، ونددت معظم مواقع التواصل الاجتماعي بملاحقة السلطات لأشخاص بسبب التعبير عن رأيهم، في حين يسير المجرمون بجرائم السرقات والخطف وغيرها، في الشوارع آمنين، نتيجة لتراخي الجهات المعنية عن ملاحقتهم وتطبيق القانون عليهم.

وتداول ناشطون قائمة تضم أسماء عشرات المواطنين المطلوبين للأجهزة الأمنية بسبب مشاركتهم في احتجاجات سلمية جرت في شهر حزيران الماضي.

وذكرت مصادر مطلعة أن فرع الأمن الجنائي بالسويداء عمم أسماء أكثر من 140 مواطناً من مختلف شرائح المجتمع، ومن بينهم مسنون ونساء.

والأعداد المطلوبة أكثر من ذلك، حسب مصدر مختص بالشأن القانوني، ومن المطلوبين قسم تم تزويد الأمن الجنائي به من قبل الفروع الأمنية بسبب اشتراكهم في المظاهرات السلمية، وقسم آخر جاء من خلال التحقيقات مع الذين تمّ اعتقالهم خلال هذه المظاهرات، ومنهم من لم يشارك فيها، واعتبر المصدر أن الأجهزة الأمنية اعتمدت على تقارير كيدية.

اعتقال امرأة

وكانت مجموعات من الفصائل المحلية قد انتشرت الأسبوع الماضي، في مدينة السويداء بعد منتصف الليل، وأطلقت رشقات نار كثيفة في أماكن متفرقة من المدينة، على خلفية تداول أنباء عن توقيف امرأة من المحافظة في أحد الفروع الأمنية بدمشق بظروف غامضة، وتضاربت المعلومات حول سبب توقيفها.

وأكد أحد أفراد الفصائل أنهم أعطوا مهلة للجهات الأمنية لإطلاق سراحها، وهددوا بالتصعيد إذا لم يتم ذلك.

ونفت الجهات الأمنية بالسويداء علمها بتوقيف المرأة ، ووعدت بالتحقق من الأمر، ومن مكان توقيفها، والعمل على إطلاق سراحها.

وقامت الفصائل بنشر حواجز مؤقتة في مدخل مدينة السويداء الشمالي، واحتجزت عناصر من الأجهزة الأمنية والجيش لمقايضتهم مع المرأة الموقوفة، ونقلتهم مع سياراتهم إلى مكان مجهول.

وبعد ساعات أطلقت الجهات الأمنية في دمشق سراح المواطنة، وتزامن استلامها من قبل الفصائل مع إطلاق سراح الضباط والعناصر المحتجزين لديهم.

استدراج شاب واعتقاله

وكانت جهات أمنية قد اعتقلت أحد المواطنين من السويداء بسبب انتقاداته المتكررة للسلطة في صفحته على فيسبوك، وذلك بعد استدراجه من قبل فرع الأمن الجنائي، حيث ورده اتصال من الفرع، أخبره بأنهم وجدوا هاتفاً مسروقاً يعود له، وكان الشاب قد بلّغ عن فقدانه قبل حوالي عام، وعنما ذهب لمراجعة الفرع واستلام هاتفه تم اعتقاله.

وأثار نبأ اعتقاله موجة استياء واحتجاجات واسعة، قبل أن يتم الإفراج عنه في وقت لاحق.

يذكر أن محافظة السويداء شهدت سلسلة من المظاهرات السلمية خلال شهر حزيران الماضي، قام بها عشرات المواطنين من مختلف الفئات العمرية، احتجاجاً على تدهور الأوضاع المعيشية، وتنديدا بالفساد الحكومي، ونادوا بالحرية، وبوحدة الشعب السوري، وطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين، وحمّلوا السلطات مسؤولية تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد، كما طالبوا بخروج روسيا وإيران من سوريا.