لكل السوريين

ثلاث سنوات مضت على التحرير.. لجان المدينة تمكنت من ضخ الحياة في أحيائها

السوري/ الطبقة ـ مع مرور الذكرى الثالثة لتحرير الطبقة من رجس الإرهاب، تواصل الإدارة المدنية فيها خطو الخطى ضمن إطار الخريطة السورية نحو بناء سوريا موحدة، حيث عدت إعادة الإعمار أهم هدف أساسي يقتضي تنفيذه.

وارتسمت الفرحة على محيا أهالي الطبقة وهم يحتفلون بالذكرى الثالثة لتحرير مدينتهم من أعتى تنظيم إرهابي في التاريخ المعاصر.

ويعد التاريخ 10/3/2017 أهم حدث تاريخي حصل في المدينة منذ بناء سد الفرات الذي يعد ذلك أيضا حدثا مفصليا ليس في الطبقة فحسب وإنما في عموم سوريا.

عمت الاحتفالات عموم المدينة على الرغم من أن حالة حظر التجوال لا تزال مفروضة في المدينة درء للخطر الذي قد ينجم في حال انتشار وباء كورونا.

بعيد التحرير باشرت المجالس المحلية والبلديات والمؤسسات بتشكيل نفسها، فعملت على تحريك عجلة الحياة، من ثم الانتقال إلى تقديم الخدمات الضرورية والأساسية للمواطن من خبز ومياه ومواد غذائية وغيرها.

صحيفتنا كان لزاما عليها أن تستذكر بعض النقاط الأساسية التي مرت خلال فترة التحرير، والسنوات التي تبعت ذكرى تحرير المدينة، ابتداء من السنة الأولى فالثانية وصولا للذكرى السنوية الثالثة.

المؤسسات الخدمية وأولى الخطى

دخلت المؤسسات الخدمية بعد التحرير في تحديد أولويات الصيانة والإصلاح، ومنها صيانة سد الفرات الذي تعرض للعديد من الأضرار التي لحقت به، وبعد أن غمرت المياه العديد من طوابقه السفلية حيث وصلت لحدود 52متر من مبنى السد إلى أن نجحت الورشات في عملها.

بدورها تابعت ورش المديريات والوحدات الأخرى إصلاحاتها انطلاقاً من الكهرباء والمياه والصحة والتعليم والثقافة …إلخ، لتبدأ مرحلة عمل منظمة ومتسارعة تجسد خطواتها كل بحسب مجاله وذلك بشكل يساير إزالة آثار الحرب والتدمير وفتح الطرقات من أجل وصول المحروقات بشكل متواصل إلى المنطقة ودخول محطات المياه والأفران لمرحلة الانتاج الكامل.

وتخلل ذلك بشكل أساسي نزع الألغام من كل مكان تم تفخيخه ومن بين تلك الأماكن محطة تصفية المياه في الطبقة لوضع الخطط لضخ المياه ضمن كامل الشبكة.

ورغم تشعب الأعمال والمهام في الدوائر والمؤسسات، إلا أن عملها كان مستمرا على أعلى وتيرة رغم الإمكانيات المتواضعة التي امتلكتها الإدارة المدنية الديمقراطية، بل تخطى دورها إلى تأسيس مجلسيها التشريعي والتنفيذي.

المجلس التشريعي:

سن المجلس التشريعي القوانين والتشريعات الضرورية لسير العمل في المنطقة، والذي أعلن عن تأسيسه في 25/10/2017م، وكما مارس المجلس التنفيذي مهامه بتطبيق القوانين والتشريعات الصادرة عن المجلس التشريعي وتقديم الخدمات الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين.

ويتألف من /13/ لجنة وعدة مكاتب مختلفة المهام، والذي أعلن عن تأسيسه في 1/11/2017م.

لجان المجلس التنفيذي:

نظم المجلس التنفيذي بعد مرحلة التحرير التي عمل لجانه المختلفة ومكاتبه الأساسية كالتالي:

الاقتصاد، المرأة، الشباب والرياضة، العلاقات العامة، الثقافة والفن، المالية، الصحة، العمل والشؤون الاجتماعية، عوائل الشهداء، الداخلية، الدفاع والحماية الذاتية، التربية والتعليم، الادارة المحلية للبيئة والبلديات.

لجنة الاقتصاد: وتتبع لها عدة مديريات (الزراعة والتجارة والصناعة والكهرباء وغرفة التجارة والصناعة ودائرة الاتصالات ودار الجمعيات التعاونية) في حين كان دور:

أـ مديرية الكهرباء: الإشراف على تأمين وتجهيز الشبكة الكهربائية وصيانة بكافة أقسامها الإدارية، وورشات العمل الميدانية والتي تعددت اختصاصاتها واختلفت، وهي:(طوارئ صباحي ومسائي- ورشات صيانة لوحات- ورشة قمع سرقات – ورشة صيانة محولات).

ويتبع للمديرية ثلاثة دوائر كهرباء، وهي (المنصورة – الجرنية- المحمودلي)، وهذه الدوائر نجحت في إعادة الكهرباء إلى منطقة الطبقة وريفها، وعملت على صيانة المحولات بشكل دوري خلال الفترة التي أعقبت مرحلة التحرير.

ب ـ مديرية الزراعة: والتي تخصصت بتقديم كافة الخدمات الزراعية للفلاحين، من خلال المكاتب واللجان الفرعية (العقارية – الحراج والبيئة- البحوث العلمية – المصرف الزراعي- الثروة الحيوانية – الصوامع – الري).

وتتبع لمديرية الزراعة /7/ لجان فرعية موزعة في منطقة الطبقة، وهي (الجرنية- صايكول- محمودلي- جعبر – السويدية- البوعاصي- المنصورة).

ج ـ مديرية التجارة: تشرف على عمليات ترخيص المنشآت التجارية ومتابعة الأسواق والأسعار ومراقبة حركة البضائع من المعبر الجمركي والتنسيق مع باقي اللجان لردع المخالفات.

د ـ مديرية الصناعة: تنظم عمل المنشآت الصناعية وترخيصها وتقديم الدعم اللازم للمحروقات، والإحصاء والرقابة واللجنة الاقتصادية والتأكد من ترخيص المنشآت الصناعية، وبلغ عدد التراخيص 112 رخصة.

ه ـ مكتب الاتصالات: أشرف على تنظيم عمل الخليوي وشركات المترو وصالات النت وعمل البريد والاتصال، وقام قسم البريد بإعادة تأهيل مقسم المشفى الوطني الذي ارتبط بمكتب الإدارة ومؤسساتها، بينما هناك عدة دراسات لعودة عمل البريد بعد اعتماد الدراسة الأنجح لتأهيل مقاسم خطوط الهاتف من كابلات أرضية سلكية وضوئية.

ث ـ مكتب الكبراتيف (الجمعيات التعاونية): يشرف على تنظيم عمل الجمعيات التعاونية وتقديم المساعدة الممكنة وتقديم المساعدات للعمل من أجل إنشائها.

ومن المشاريع التي قام بالعمل بها ’’مزرعة الأسماك، بيت المونة، النول للخياطة، المستقبل للخياطة النسائية، سيدات الفرات للأعمال اليدوية’’.

ي ـ غرفة التجارة والصناعة: تمنح السجل التجاري والصناعي وتنظيم عمل الصناعيين والتجار.

لجنة المرأة: تبع لها أكاديمية المرأة السورية، وروضتي الأمل وأجيال ومجالس المرأة، والمكاتب الخاصة بالمرأة تعنى بالاهتمام بالمرأة وحمايتها في المجتمع وحفظ كرامتها لتطوير عملها ووضع القوانين الوضعية.

وبلغ عدد المجالس التي تخص المرأة حوالي 9 مجالس موزعة في الطبقة وريفها، وتزيد نسبة مشاركة المرأة في المؤسسات عن الـ52 بالمئة.

وتركز عمل لجنة المرأة والمكاتب المنضوية فيها حول دعم المشاريع النسوية والمراكز الصحية والاكاديميات الخاصة بالمرأة، والهدف تأهيل المرأة الشابة لتبدأ حياة جديدة.

لجنة الشباب والرياضة: وتبع لها الاتحاد الرياضي ومجلس الشبيبة ومركز المرأة الشابة، وتهدف اللجنة لوضع السياسات والخطط والبرامج اللازمة خاصة بفئة الشبيبة.

وأنجزت مهام عدة منها ’’تجميع طاقات الشباب حول المبادئ العامة لمفهوم المجتمع الديمقراطي’’، حيث دعمت القيم الخلقية والروحية، وحافظت على الممتلكات العامة، والنهوض بالشباب رياضياً واجتماعياً وثقافياً، وإبراز دوره في أداء واجباته وتم خلق حركة رياضية في المنطقة متطورة وتوسيع قاعدتها حتى شملت كافة المنطقة.

وتسعى لجنة الشباب والرياضة لبناء المنشآت الرياضية وتنمية روح التعاون والصداقة في مناطق شمال وشرق سوريا وتفعيل ألعاب كرة القدم وكرة الطائرة وكرة السلة والطاولة وتأهيل المدينة الرياضية والصالات الرياضية وترميم نادي السد الرياضي.

لجنة العلاقات العامة: والتي نظمت عقد اللقاءات بين الإدارة المدنية الديمقراطية مع باقي اللجان ودورها الهام في تنظيم الدور الاجتماعي للإدارة مع المواطنين واللقاءات معهم.

لجنة الثقافة والفن: وتضمنت المركز الثقافي ومديرية السياحة وحماية الآثار ومكتب التراخيص، تم افتتاح المركز الثقافي في الطبقة في نهاية عام 2018م بهدف جمع الثقافات وإعادة إحياء فنون الشعوب المختلفة التي تعيش في المنطقة، وتحتاج اللجنة إلى تجهيز المراكز الثقافية في الطبقة والمنصورة والجرنية والاهتمام بها لوضع عدة برامج كون الثقافة تعد من أهم أركان الحضارة وبالنسبة لمديرية السياحة وحماية الاثار فهي تعمل على نشر الثقافة الاثارية وحماية المعالم الاثارية ودراسة ما تحتاجه من ترميم وتقديم الصيانة والحماية لها.

لجنة المالية: وتبع لها عدة مكاتب النفقات والايرادات والرواتب والخزينة العامة.

لجنة الصحة: وفيها مشفى الطبقة والمراكز الصحية المتوزعة في الطبقة والجرنية والمنصورة، خلال الفترة الماضية تم افتتاح المشفى ووضعها في الخدمة بعدة اقسام منها قسم النسائية والعمليات وقسم الاسعاف وقسم الأطفال والعمليات العامة، وكما تم افتتاح عدة عيادات لاستقبال المرضى ومنها عيادة الاطفال والداخلية والنسائية والعظمية واختصاص أنف أذن حنجرة والبولية وهناك عدة مراكز رعاية صحية في الطبقة، ومستوصف المنصورة ومستوصف المحمودلي والجرنية وهناك مستوصفات عدة منتشرة في ريف منطقة الطبقة بعضها يحتاج إلى التأهيل وبعض قائم وليس فعال بسبب ضعف الإمكانات المتاحة.

لجنة العمل والشؤون الاجتماعية: ويتبع لها مديرية العمل ومكتب التشغيل ومخيم طويحينة ومكتب ذوي الاحتياجات الخاصة، وتضم عدة مكاتب وهي “مكتب التشغيل، الدراسات، شؤون النازحين ومراكز الإيواء، ذوي الاحتياجات الخاصة، العقود”.

لجنة عوائل الشهداء: ويتبع لها مجلس عوائل الشهداء.

لجنة الداخلية: وتتبع لها مديرية المواصلات والسجل المدني وقوى الامن الداخلي وإدارة المرور.

لجنة الدفاع والحماية الذاتية: وتتألف من الإدارة العامة وثلاثة مراكز للدفاع الذاتي.

لجنة التربية والتعليم: ويتبع لها الادارة العامة للمدارس ومراكز التربية في الطبقة والمنصورة والجرنية واتحاد المعلمين.

لجنة الادارة المحلية للبيئة والبلديات: ويتبع لها أربع بلديات وثلاث وحدات مياه وقسم اطفاء، واستطاعت لجنة البلديات من تحقيق عدة انجازات ومنها تنظيم المنطقة عمرانياً بالاعتماد على المخططات التنظيمية وإعطاء التراخيص اللازمة لإقامة والانشاءات ومراقبتها والحفاظ على نظافة المدينة وتجهيز الحدائق والساحات والمنتزهات، ومراقبة جودة المواد الغذائية والاستهلاكية والأسعار.

وفي الريف هناك بلديات عدة تقدم الخدمات وعملت وحدات المياه على صيانة بعض خزانات المياه في عموم المنطقة وتم تنفيذ مشروع استبدال وصيانة شبكة المياه والصرف الصحي في منطقة الطبقة، كما تعدى العمل بعض الجسور لتصل بين منطقة وأخرى.

وهكذا تجاوزت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا جنباً إلى جنب مع الشعب السوري في مدينة الطبقة الآثار التدميرية التي لحقت بمدينتهم نتيجة الإرهاب الذي حط رحله فيها، إلا أن نجاح الإدارة المدنية الديمقراطية في تجاوز المرحلة انطلاقاً من ترتيب أولوياتها للنهوض من جديد بالاعتماد على خبرات حملت مسؤوليتها الكاملة دون كلل أو ملل داخل جميع المؤسسات بينما مسيرة البناء مستمرة.

تقرير/ ماهر زكريا