تقرير/ محمد الصالح
في أول قمة افتراضية لهم بسبب جائحة كورونا، بحث قادة الدول الإفريقية القضايا الثابتة التي تلازم القمم الإفريقية عادة، مثل اتفاقية منطقة التجارة القارية الحرة، وإصلاحات الاتحاد، إلى جانب قضايا أخرى متجددة مثل النزاعات بين دول الاتحاد، ومشكلات التطرف والإرهاب الذي يضرب أكثر من مكان في القارة السمراء، إضافة إلى سبل مواجهة وباء كورونا المستجد.
وكان من المقرر للقمة الإفريقية الرابعة والثلاثين، أن تعقد حضوريا بمقر الاتحاد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا قبل انتشار الوباء.
وخلال هذه القمة قال رئيس جنوب أفريقيا، ورئيس الاتحاد الإفريقي المنتهية ولايته إن القارة السمراء تعيش حالة طوارئ في ظل جائحة كورونا.
وأشار إلى أنه رغم الاضطرابات التي سببها هذا المرض فإن استجابة إفريقيا كقارة حول الشراكة والمرونة والابتكار وتقاسم الاستراتيجيات والموارد، كانت جيدة.
وأكد على أن الطريق طويل أمام إفريقيا لتتمكن من القضاء على هذه الجائحة، وإسكات البنادق في القارة، وإنهاء النزاعات بين دولها، رغم تصميم أبنائها وقدرتهم على تحقيق هذه الأهداف.
إصلاح الاتحاد
استعرضت القمة الافتراضية الملفات الساخنة في القارة، وخاصة أزمة سد النهضة الإثيوبي، وتقرر العمل على إصلاح العلاقات بين إثيوبيا ومصر والسودان، بعد ما أفسدها الخلاف حول مشروع هذا السد.
ونقل عن الرئيس النيجيري قوله، إنه يتعين على الاتحاد إجراء إصلاح شامل حتى يظل قادراً على القيام بدوره.
وطالب محمد بخاري “بإصلاح مفوضية الاتحاد الإفريقي لتتسم بالكفاءة والفعالية وتلتزم تماماً بأداء واجباتها ومسؤولياتها”.
وجاء في البيان الختامي للقمة “الحقائق العالمية تتطلب إصلاح الاتحاد الإفريقي إذا كان يريد أن يظل وثيق الصلة بالعمليات بين الحكومات”.
القضية الفلسطينية
أدانت القمة الإفريقية الممارسات الإسرائيلية التعسفية ضد الشعب الفلسطيني، والأحكام الجائرة بحق المعتقلين والسجناء الفلسطينيين، ولا سيما الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى الذين تحرمهم هذه الممارسات من أبسط الحقوق التي يكفلها القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان.
ودعا الاتحاد الاحتلال الإسرائيلي إلى الإفراج الفوري، وغير المشروط عن جميع المعتقلين والأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية.
وجدد تأييده للقضية الفلسطينية، وأكد على رغبته في إيجاد حل سياسي عادل لهذه القضية وفقاً لمبادئ القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما يؤدي إلى الإنهاء الكامل للاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطين داخل حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي بيان اختتام قمته، دعا الاتحاد الدول الإفريقية إلى إنهاء جميع أشكال التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، وإلى البحث حل سياسي عادل لقضية فلسطين.
مواجهة وباء كورونا
تعهد الزعماء الأفارقة خلال قمتهم ببذل جهودهم من أجل توفير اللقاح لمواطنيهم، ومواجهة انتشار فيروس كورونا في دولهم بكل السبل المتاحة، وتقوية مؤسسات الاتحاد المختلفة لمواجهة تحديات الفيروس المستجد.
واتخذت القمة قرارات وتوصيات تمكنها من مواجهة التحديات المرتبطة بتفشي هذه الجائحة.
وتعهد رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيلكس تشيسكيدي، بالعمل على توحيد جهود القارة لتوفير لقاح كورونا لجميع الدول الأعضاء بشكل منصف، وفي الوقت المناسب.
يذكر أنه طبقا لقوانين الاتحاد الأفريقي، تقسم القارة إلى خمس مناطق جغرافية تتكون من شمال وجنوب وشرق وغرب ووسط القارة، وتتناوب رئاسة الاتحاد إحدى هذه المناطق كل عام. وتختار كل منطقة من يمثلها في رئاسة الاتحاد كل خمس سنوات.
وتتطلب رئاسة الاتحاد الأفريقي آلية دبلوماسية قوية، وإدارة متماسكة لإنجاز مهامها، وهذا ما قام به رئيس الدورة الحالية للاتحاد، حيث شكل لجنة رفيعة المستوى لمساعدته خلال رئاسته لهذه الدورة.