لكل السوريين

ظاهرة رمي الأطفال في تزداد في شمال غربي البلاد ومناطق الحكومة، ما الأسباب؟

تقرير/ روزا الأبيض 

انتشرت في مناطق شمال غربي سوريا والمناطق الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق خلال الآونة الأخيرة ظاهرة غريبة على المجتمع السوري وهي رمي الأطفال حديثي الولادة أمام المساجد وفي أماكن مهجورة وقريبة من المشافي.

أطفال تخلت عنهم أسرهم وتركوهم لأقدراهم لأسباب مجهولة، حيث عثر خلال الأشهر الأخيرة على العديد من هؤلاء الأطفال ضمن علب كرتونية أو ضمن حرامات شتوية أحياء يصارعون الجوع والبرد، بينما لم يحالف بعضهم الحظ وتوفي قبل أن يصل إليه أحد.

ففي الشهرين الماضيين، ازدادت الحالات بشكل كبير في شمال غربي البلاد، حيث عثر الأهالي على في أرياف إدلب على طفلة حديثة الولادة في مدخل إحدى الأبنية، وقبلها بأيام انتشرت صورة لرضيع تم العثور عليه مرميا على حافة المدخل الشمالي لمدينة إدلب.

وتعود أسباب زيادة هذه الظاهرة إلى عوامل عديدة أبرزها “الفقر والجهل، وزيادة أعداد النازحين القادمين إلى إدلب والظروف الصعبة التي يعانونها”.

وفي مناطق سيطرة الحكومة يعد الأمر أكثر سوءا، سيما وأن المحافظات الخاضعة لسيطرة دمشق تسجل بين الأسبوع والآخر حالات لأطفال شوارع، يتم العثور عليهم على حافة الطرقات أو مداخل البنايات.

ويعود أسباب زيادة هذه الظاهرة إلى عوامل عديدة أهمها “ظروف الحرب وما نتج عنها من الفقر والزيجات المبكرة، وبعض العلاقات غير الشرعية لا سيما في مخيمات النزوح”.

وتقول محامية لمراسلتنا في دمشق، رفضت الإفصاح عن اسمها خشية الملاحقة الأمنية إن “بعض النسوة تزوجن من رجال غاب أزواجهن عنهن بعد فترة بسيطة من زواجهن وهجروهن إلى مناطق أخرى، هذا الأمر سبب صدمة لهؤلاء الأمهات ودفعهن للتخلي عن مواليدهن على أمل إيجاد حياة أفضل لهم وفق وجهة نظرهن”.

وترى المحامية أنّ حل هذه المشكلة ومعالجتها لا يكون بالنظر إليها بشكل منفرد، وإنما يجب إعادة النظر بشكل كامل إلى الظروف الاجتماعية التي يعيشها الناس في هذه الآونة والضغوط المعيشية والاجتماعية الكبيرة التي يعايشونها.

وتنتشر هذه الظاهرة في مناطق شمال غربي سوريا الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام الإرهابية المدعومة من قبل الاحتلال التركي إضافة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق.

ويعد الوضع المعيشي المتردي السبب في تزايد هذه الظاهرة بشكل كبير، إضافة إلى أن هذه الظاهرة تفتح باب جرائم الشرف، فتخشاها بعض النسوة فتتجنب تعرضها للقتل من قبل ذويها.

وخلال أسبوع واحد فقط تكررت هذه الظاهرة ثلاث مرات وفق ما نشرته مواقع موالية، اثنتان منها في دمشق والثالثة في حماة، ما يعكس خطورة هذه الظاهرة وانتشارها بشكل أوسع.

ومع بداية العام الحالي، ازدادت هذه الظاهرة بشكل كبير، حيث عثر في بداية الشهر الجاري على طفلة عمرها أربعة أيام داخل بئر في حي البياضة في مدينة حمص، وتبين أنها لا تزال على قيد الحياة.

وقبل أيام عُثر على طفلة حديثة الولادة كانت قد تركتها سيدة مجهولة داخل حرم جامع الأموي وسط العاصمة دمشق، قبل مغادرتها المكان.

والشهر الماضي عُثر على طفلة رضيعة في مدخل عيادة أحد الأطباء في مدينة سلمية بمحافظة حماة. وفي 18 من كانون الأول الفائت عثر الأهالي في مدينة السويداء على طفلة رضيعة موضوعة داخل علبة (كرتونة) مرمية في إحدى الحدائق. وقبلها عُثر في حي الخضر بمدينة حمص، على طفل رضيع يقدّر عمره بنحو 40 يوماً أمام أحد الأبنية.

عُثر على طفلتين رضيعتين مرميتين في الطريق، إحداهما في منطقة الطبالة بدمشق، والأخرى في مدينة دوما بريف دمشق.

ونقل موقع (أثر برس) المقرب من النظام عن مصدر في شرطة النظام أنه “عُثر على طفلة حديثة الولادة تبلغ من العمر عدة ساعات مرمية على الرصيف في منطقة الطبالة بمدينة دمشق”.