لكل السوريين

الواحد.. بعد المئة

لطفي توفيق

منذ البداية قلنا..

نريد سوريا لكل السوريين..

ومنذ البداية استحضرنا لمحات من عبق تاريخ سوريا البعيد:

استحضرنا الرسالة التي أرسلها لنا السوري “بعل”..

منذ 5000 عام وقال فيها “حطم سيفك.. وتناول معولك..

واتبعني لنزرع السلام والمحبة في كبد الأرض… “.

ولعل هذه المقولة أسست للهوية السورية منذ زمن سحيق..

وقبل 2500 سنة  حفر أجدادنا التدمريون..

على الصخر في معابد تدمر السورية عبارة..

“لا تشتم إلهاً لا تعبده”..

ولعلهم كتبوها رسالة إلى الأجيال التي ستأتي بعدهم..

لتتعلم روح التسامح.

ومنذ البداية استحضرنا لمحات من عبق تاريخ سوريا القريب:

قبل ملحمة ميسلون..

كان يعلم يوسف العظمة أن جيشه لن يتمكن بعديده القليل..

وسلاحه الفردي القديم..

من مواجهة جيوش فرنسا بعديدها وعتادها..

ولكنه قاتل ببسالة وشرف..

إلى أن تمازجت روحه مع ثرى ميسلون..

لكي لا يذكر التاريخ أن الغزاة دخلوا دمشق دون قتال.

وبعدما دخلت قواته إلى سوريا..

زعم الجنرال غورو أنها جاءت لحماية مسيحيي الشرق.

فقصد فارس الخوري الجامع الأموي بدمشق يوم جمعة..

وصعد المنبر وقال..

تدعي فرنسا أنها احتلت سوريا لحمايتنا نحن المسيحيين من المسلمين..

وأنا كمسيحي.. أطلب الحماية من شعبي السوري..

وعندما انطلقت الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان الأطرش من السويداء..

وشملت معظم المناطق السورية..

كان شعارها: “الدين لله والوطن للجميع”.

ولعل في استحضارنا لصفحات من التاريخ السوري المشرق..

محاولة لإنعاش الذاكرة الوطنية الجامعة لكل مكونات الشعب السوري التي تحاول القوى الظلامية طمسها عندما تروج لروح التناحر بين هذه المكونات.

قدرنا أن نمزّق الخطاب الطائفي البغيض..

ونرمي ثقافة الكراهية والتجزئة خلف ظهورنا..

لنعيد بناء سوريا الغنية بتنوعها وتعدديتها..

ومنذ البداية قلنا..

وها نحن نقول في العدد الأول بعد المئة..

وسنبقى نقول ما حيينا:

نريد سوريا لكل سوري..

دون تمايز أو إقصاء أو تهميش مهما كانت الذرائع منمقة وخادعة.

نريد سوريا التي تتناغم كل مكوناتها..

لتصنع سيمفونية الحب والنماء..

وترسم البسمة على وجوه أطفالها..

والآمل بعيون شبابها.

نريد سوريا التي يتعانق فيها الجامع.. والكنيسة..

والمركز الثقافي.. والمسرح.