لكل السوريين

الاعتماد على الحطب يهدد الثروة الحراجية في الغاب ومصياف

حماة/ جمانة الخالد

“لمحاربة القطع الجائر للأشجار، بهذا بررت دائرة الحراج في مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي بحماة، تنظيم محاضر بحق مواطنين تعدوا على الأشجار الحراجية بالقطع في مناطق مصياف وسلحب والغاب.

المحاضر التي نُظمت بالتوازي مع عملية تشجير، لتعويض نقص الغطاء النباتي في المحافظة، بعد حوالي ثمانية أعوام من الاعتماد المفرط على الحطب كوسيلة للتدفئة، وكبديل للوقود.

لكن أهالي الغاب ومصياف ما زالوا حتى اليوم يعتمدون على الحطب، وذلك نتيجة الفقدان المتكرر للمحروقات، والانقطاعات في التيار الكهربائي.

إقبال رغم ارتفاع السعر

تتفاوت أسعار الحطب حسب نوع الشجر ودرجة جفافه، ويستخدم الأهالي حطب أشجار الكينا والسرو، التي تعرضت لقطع جائر كاد أن يقضي على الثروة الحراجية بالمحافظة.

يصل سعر الطن من حطب الزيتون إلى 90 ألف ليرة سورية، بينما يصل سعر الطن من حطب الكينا إلى 75 ألف ليرة سورية، وهو سعر مرتفع مقارنة بالأعوام السابقة.

وكان سعر طن الحطب يتراوح العام الماضي بين 60 و70 ألف ليرة سورية، ويعتبر حطب شجر الزيتون الأكثر تفضيلًا نتيجة احتوائه على كمية من الزيت، تجعله سريع الاشتعال.

تحدث مواطنون يعتمدون على الحطب في التدفئة واستخدامات أخرى لصحيفة السوري، أكد أغلبهم أنهم يعكفون على تخزين الحطب خلال الصيف، على أمل أن يكفي موسم الشتاء، الذي تحدد درجة برودته مدى الاستهلاك اليومي للحطب.

بينما يستخدم بعض الأهالي الحطب كوسيلة تدفئة أو طبخ مساعدة، في حال لم يتمكنوا من تعبئة المازوت أو الحصول على جرة غاز، إذ يصل سعر ليتر المازوت غير المدعوم إلى 400 ليرة، بينما تباع جرة الغاز بسعر حر يصل إلى 12 ألف ليرة.

الثروة الحراجية في خطر

أثر اعتماد الأهالي على الحطب في التدفئة خلال السنوات الماضية سلبًا على كميات الأشجار الحراجية، كما أدى التهجير والهجرة والنزوح على زراعة الأشجار، وإهمال الحقول الثمرية كالزيتون والعنب والرمان، ليتم استخدام أشجارها لاحقًا كحطب للتدفئة.

وقدّرت مديرية الزراعة في حماة توقف أكثر من 1.2 مليون شجرة زيتون عن الإنتاج، من أصل ستة ملايين شجرة كانت منتجة قبل عام 2011، كما تعرضت 90% من الأراضي الحراجية للقطع، بحسب ما نقلته “سانا” عن رئيس “دائرة الحراج” في حماة.

وتبقى التحركات الحكومية لحماية الثروة الحراجية في إطار “دائرة الحراج”، بينما لم تتخذ خطوات وقائية بالتكامل مع مؤسسات خدمية أخرى، معنية بتحسين واقع المحروقات والكهرباء، ما يقلل بالضرورة الاعتماد على الحطب كوقود.