السويداء/ لطفي توفيق
انضمت طوابع الهلال الأحمر الأكثر استخداماً في معاملات المؤسسات الحكومية، إلى سلعة في السوق السوداء، إضافة إلى المحروقات بأنواعها والمواد المدعومة كالزيت والسكر والخبز.
وعطّل فقدان هذه الطوابع معاملات المواطنين بالمحافظة في الآونة الأخيرة، ما اضطر بعضهم لشرائها بأسعار مضاعفة.
وكان سعر طابع الهلال الأحمر يبلغ 25 ليرة، قبل أن ترفع الحكومة سعره إلى مئتي ليرة في شهر آذار الماضي.
ومنذ الإعلان عن رفع سعره، اختفى هذا النوع من الطوابع الذي لا يمكن إتمام الكثير من المعاملات في الدوائر الحكومية بدونه، وبات الحصول عليه صعباً، مما فتح الباب أمام تداوله في السوق السوداء بسعر لا يقل عن عشرة أضعاف سعره المعلن.
وذكر أحد المواطنين أنه حاول استصدار جواز سفر تحتاج معاملته إلى طابعي هلال أحمر، ولم يتمكن من شرائهما، بسبب عدم توفرهما لدى المعتمدين مما أجبره على البحث والاستفسار إلى أن أرشده أحد المعتمدين إلى شخص باعه الطابع الواحد بأكثر من ألفي ليرة.
تراكم المعاملات
أوضح أحد باعة الطوابع المعتمدين لهذا الغرض في أكشاك تصوير المستندات وبيع الطوابع ومغلفات المعاملات، أن فقدان طوابع الهلال الأحمر من السوق يعود لعدم توافرها لدى الجهة المعنية بها، موضحاً أن مسؤولي الجهة وعدوا بإعادة توفيرها خلال الأيام القليلة القادمة، دون ذكر أسباب فقدانها، أو عدم وجودها.
وتسبب فقدان هذه الطوابع بتأخير إنجاز الكثير من المعاملات وتراكمها، خاصة أن عشر جهات حكومية تعتمدها لإنجاز المعاملات لديها، منها وزارة الداخلية في حال الحصول على جواز سفر أو استبداله أو تجديده، ووزارة النقل في معاملات شهادات السوق الخاصة والعامة وإضافتها على الرسوم السنوية للسيارات، وتسجيلها، وتغيير أو نقل ملكيتها، وتستخدمه وزارة الصحة في بعض التراخيص.
كما تستخدم في بعض المعاملات المتعلقة بمؤسسات الاقتصاد، والاتصالات، والزراعة، والسياحة، والكهرباء، والصناعة، والمهن الحرة وتراخيص البناء المنزلي وتراخيص بناء المنشآت التجارية والصناعية.
يذكر أن ندرة وجود الطوابع لدى المعتمدين، وكثرة وجودها مع تجار السوق السوداء الصغار يشجع هذه التجارة، ويعرقل إنجاز معاملات المواطنين ويرهقهم مالياً، ويؤكد على ضرورة التحوّل إلى الحكومة الإلكترونيّة التي طالما تحدثت عنه الحكومة، وبقيت أحاديثها للاستهلاك الإعلامي دون أي تنفيذ على الأرض.