لكل السوريين

تثير قلق واشنطن.. شراكة استراتيجية بين الرياض وبكين

في ظل سعي الصين إلى تعزيز اقتصادها والدخول بقوة إلى المنطقة العربية، وسعى السعوديين إلى تنويع تحالفاتهم الاقتصادية والسياسية، جاءت زيارة الرئيس الصيني إلى الرياض وحضوره القمة العربية والخليجية، إضافة إلى مباحثاته مع الملك السعودي وولي عهده، وتوقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين المملكة والصين، واتفاقية “التنسيق بين رؤية المملكة 2030، ومبادرة الحزام والطريق في بكين”، إضافة إلى مذكرة تفاهم في مجال الطاقة الهيدروجينية، واتفاقية التعاون والمساعدة القضائية في المسائل المدنية والتجارية والأحوال الشخصية.

وفي كلمته خلال افتتاح القمة العربية الصينية، حدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هدفها بقوله “إن الدول العربية تهدف إلى رفع مستوى التعاون مع الصين، والتطلع إلى مرحلة جديدة من الشراكة معها”.

بينما وصف الرئيس الصيني شي جين بينغ هذه القمة بالحدث المفصلي في تاريخ العلاقات العربية الصينية، وأشار إلى أن المنفعة المتبادلة وتعزيز الشراكة الاقتصادية وتحقيق التكامل بين الصين والدول العربية، هي القوة الدافعة للعلاقات الصينية العربية.

وأكد على أهمية “تضافر جهود الصين مع دول الخليج لتفعيل نظام المدفوعات بالعملات المحلية لكل من الصين ودول مجلس التعاون”.

شريك يعول عليه

تشكل الصين أكبر مستهلك للطاقة في العالم، وهي من الشركاء التجاريين الكبار لدول الخليج العربي، واتسع نطاق علاقاتها الثنائية مع دولها مؤخراً بسبب سعي المنطقة لتنويع اقتصادها، وعدم اقتصاره على النفط.

وهذا ما جاء على لسان وزير الطاقة السعودي حيث قال إن الرياض ستظل الصين الشريك الموثوق به والمعوّل عليه في مجال الطاقة، وإن البلدين “سيعززان التعاون في سلاسل إمدادات الطاقة عن طريق إنشاء مركز إقليمي في المملكة للمصانع الصينية”.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن شركات صينية وسعودية وقعت 34 اتفاقية للاستثمار في الطاقة النظيفة وتكنولوجيا المعلومات وخدمات الحوسبة السحابية والنقل والتشييد وقطاعات أخرى، ومع أن الوكالة لم تذكر مبالغ الصفقات بالتفصيل، ولكنها قالت في وقت سابق إن الدولتين ستوقعان اتفاقيات بقيمة إجمالية قدرت بثلاثين مليار دولار.

وقالت تانغ تيانبو، المختصة بشؤون الشرق الأوسط في المعاهد الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة، وهي مؤسسة بحثية تابعة للحكومة الصينية، إن الزيارة ستتمخض عن توسيع نطاق التعاون في مجال الطاقة.

البيان الختامي

رحب البيان الختامي لقمة مجلس التعاون الخليجي بانعقاد القمة الخليجية الصينية، والقمة العربية الصينية في الرياض، وأعرب عن تطلع الدول الأعضاء لأن تسهم نتائج القمتين في تعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية مع الصين.

وأكد دعم المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي لقرارات مجموعة “أوبك بلس” لتحقيق التوازن في أسواق النفط.

ودعا البيان الختامي للقمة الخليجية الصينية إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين مجلس التعاون والصين، ودفعها نحو آفاق جديدة.

وأكد إعلان الرياض الصادر عن القمة العربية الصينية للتعاون والتنمية في السعودية “التزام الدول العربية الثابت بمبدأ الصين الواحدة، ودعمها لجهود الصين في الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها”.

وجدد التأكيد على أن “تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، ورفض استقلالها بكافة أشكاله” وعلى دعم “جهود الصين لصيانة الأمن القومي وتنمية الديمقراطية واستكمالها في هونغ كونغ في إطار “دولة واحدة ونظامان”.

قلق في واشنطن

اعتبرت الولايات المتحدة زيارة الرئيس الصيني إلى الرياض مثالاً على محاولات الصين بسط نفوذها حول العالم.

وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي “نحن مدركون للنفوذ الذي تحاول الصين توسيعه حول العالم، والشرق الأوسط هو بالتأكيد من المناطق التي ترغب الصين في تعميق نفوذها فيه”.

وأعرب عن اعتقاده بأن العديد من الأمور التي يسعون إليها، وطريقة سعيهم إليها، لا تتلاءم مع الحفاظ على النظام الدولي الذي تحكمه قواعد محددة.

وفي محاولة لإذابة الجليد في علاقاتها مع بكين، أرسلت واشنطن وفداً رفيع المستوى إلى الصين، وعقد الجانبان محادثات شارك فيها مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا ومديرة مجلس الأمن القومي للصين، ونائب وزير الخارجية الصينية.

وقال الناطق باسم الخارجية الصينية إن الجانبين ناقشا تعزيز التبادلات بين البلدين على كل المستويات، واتفقا على استمرار الاتصالات بينهما.

في حين قالت وزارة الخارجية الأميركية إن وفدها سيحضّر لزيارة بلينكن إلى الصين المقررة مطلع العام القادم.