لكل السوريين

هل سيساهم التحكيم في وصول الدوري السوري إلى بر الأمان؟

حسين هلال 

لعل من أصعب العقبات التي تواجه الاتحاد السوري لكرة القدم الذي تم انتخابه مؤخرا، موضوع التحكيم، الذي أصبح الشغل الشاغل لمتابعي كرة القدم السورية، لدرجة دفعت الاتحاد الجديد لإصدار تعميم وزعه على أنديته بعدم ممانعته لتعيين طواقم تحكيمية من خارج سورية لإدارة مباريات الدوري.

وهذا الأمر لم يكن معمولا به سابقا في المواسم الماضية إلا في حالات نادرة، وهذا يشكل إقرار ضمني من الاتحاد بتدني مستوى التحكيم بشكل عام، الذي وصل لهذه الدرجة نتيجة افتقاره للكثير من المستلزمات، وفي مقدمتها قلة التدريبات العملية رغم محاولة الاتحاد إقامة مثل هذه الدورات، ودعوة بعض الخبرات التحكيمية العربية لإلقاء بعض المحاضرات فيها، إضافة إلى ضعف المردود المادي لتعويضات الحكام، التي تعتبر الأقل رقما بين كافة الدول العربية.

الأمر الذي يؤدي أحيانا إلى انتشار حالات فساد وبيع المباريات في المواسم السابقة.

وأدت إلى معاقبة بعض الحكام وسحب الشارة الدولية منهم بعد ثبوت إدانتهم، كما كان لضعف الحماية للحكام أثناء قيادتهم للمباريات، وظاهرة الاعتداء عليهم بالضرب أو إهاناتهم بالشتم بشتى الألفاظ، وجعلهم شماعة لكافة الأخطاء.

وقد ساهم ذلك بانعدام الثقة بعدد كبير من الحكام، واتهام البعض بالتلاعب بنتائج عدد من مباريات الدوري ومسابقة الكأس، مما أدى إلى حدوث حالات شغب وتعرض بعض الأندية واللاعبين إلى عقوبات تأديبية ومالية.

كذلك كان لغياب التجهيزات الضرورية المعتمدة في كافة الملاعب الدولية دور كبير في حدوث الكثير من الأخطاء التي تسببت بإحراجهم، وعدم قدرتهم على اتخاذ الاجراءات المناسبة، سيما بوجود التقنيات الحديثة التي باتت توضح كل الحالات خلال المباريات بشكل دقيق.

والمشكلة الأهم حاليا التي تواجه لجنة الحكام تتعلق في تعيينات طواقم التحكيم التي ترتبط بالتوزع الجغرافي، حيث يوجد ثلاثة أندية محترفة من دمشق وثلاثة أندية من اللاذقية.

وأغلب الحكام الدوليين من هاتين المحافظتين، وهؤلاء لا يستطيعون تحكيم مباريات هذه الأندية، وفي الوقت نفسه لا يوجد في باقي المحافظات إلا عدد قليل من الحكام المؤهلين لقيادة هذه المباريات.

الأمر الذي سيدفع لجنة الحكام إلى زج بعض الحكام الشباب قليلي الخبرة لقيادة المباريات، وهذه مخاطرة بحده ذاتها أو للاستعانة بحكام من خارج سورية للقيام بهذه المهمة.

باختصار نجاح الدوري السوري هذا الموسم سيكون مرهون بمستوى التحكيم وقدرته على ضبط المباريات.