لكل السوريين

في يومها العالمي.. وسائل التواصل الاجتماعي تحت المجهر

حاوره/ مجد محمد

مع توافر الإنترنت بات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية من قبل مختلف الأعمار، بتنوع أشكالها واستخداماتها ليست فقط الاجتماعية بل والتجارية والمهنية أيضاً، ولا يخفى بأن عالم شركات مواقع التواصل سوق قوي المنافسة يستثمر فيه الملايين من الأموال، ولا شك أن لها إيجابيات وسلبيات يجب الابتعاد عنها بتطبيق الإرشادات والنصائح اللازمة لاستخدام آمن.

ويبلغ عدد مستخدمي هذه المواقع أكثر من ٣ مليار مستخدم حول العالم، ومن أشهر مواقع وتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، فيسبوك، واتساب، يوتيوب، انستغرام، تيلي غرام، تيك توك، وغيرها المئات من المواقع.

وبمناسبة اليوم العالمي لمواقع التواصل الاجتماعي، الذي يصادف ٣٠ يونيو/حزيران من كل عام، عقدت صحيفتنا حواراً مطولاً مع مهندس البرمجة والاتصالات علي مطر، ودار الحوار التالي:

*أستاذ علي مرحباً بك بداية، وسائل التواصل الاجتماعي بلمحة بسيطة؟

أهلاً وسهلاً بك، يمكن تعريف مواقع التواصل الاجتماعي بأنها تقنية تسهل تبادل الأفكار والمعلومات من خلال التواصل بين المجتمعات الافتراضية، وهي تعتمد بشكل رئيسي على وجود الإنترنت المتصل بأجهزة الحاسوب، أو الأجهزة اللوحية، أو الهواتف، وتمكن المستخدمين من الوصول بسرعة إلى المحتوى الذي قد يكون معلومات شخصية، أو مستندات، أو مقاطع فيديو، أو صور، وتستخدم مواقع التواصل الاجتماعي عادة للتفاعل مع الأصدقاء والعائلة.

*أين تكمن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي؟

لوسائل التواصل الاجتماعي أهمية بالغة وكبيرة فيما يخص موضوع تواصل المستخدمين مع بعضهم البعض عبر هذه الوسائل، وذلك من خلال إمكانية التواصل الفوري والمباشر مع الأشخاص وفي أي مكان حول العالم، وذلك عبر العديد من التطبيقات التي تتيح ذلك كالفيسبوك أو تويتر وغيرها من التطبيقات الأُخرى، بالإضافة إلى ميزة قدرة الوصول إلى أي مستخدِم حول العالم عبر هذه الوسائل، وتعد سهولة الاتصال ميزة مضافة لهذه الوسائل، فظهور هذه الوسائل أدى إلى إلغاء الاعتماد على خطوط الهواتف الأرضية، أو حتى استخدام البريد العادي، فكل ما يتطلبه الأمر للاتصال عبر هذه الوسائل هو وجود جهاز هاتف ذكي أو كمبيوتر يتم استخدام أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي عليه، ناهيك عن تطوير عملية التعليم وذلك من خلال عدد من الأمور، ومنها الاستفادة من البرامج التعليمية التي يتم مشاركتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والتواصل مع الأشخاص المتخصصين بموضوعات معينة ومتابعتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والبحث عن موضوع معين ضمن هذه المواقع، وإكساب المتعلمين القدرة على بناء المصداقية الاجتماعية، وغيرها من تطوير الأعمال، والترفيه والتسلية، وتكوين صداقات جديدة.

*ما هي فوائد وإيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي؟

فوائد كبيرة وكثيرة جداً، ويمكن تلخيصها بالقدرة على التواصل مع الآخرين بشكل سهل في أي مكان، حيث أصبح المستخدم قادراً على التواصل مع أصدقائه القدامى، أو التعرف على أصدقاء جدد بطريقة سهلة، والسرعة والسهولة في التواصل باستخدام التطبيقات، التي يمكن تنزيلها وتثبيتها على أي نوع من الأجهزة المحمولة واستخدامها في أي مكان وزمان، والمتابعة المخصصة للأخبار والأحداث والمواضيع، إذ يمكن للمستخدِم تخصيص ما يتابعه على وسائل التواصل الاجتماعي ليحصل المحتوى الذي يناسبه ويثير اهتمامه، إضافة إلى الوصول السريع والمباشر إلى الأخبار والمعلومات، الترويج للمنتجات والخدمات، وتوسيع نطاق أعمالهم ليشمل أكبر عدد من الجمهور المستهدف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، قضاء وقت فراغ ممتع، خلال أوقات الاستراحة والإجازات، ناهيك إنه مؤخراً بات العمل الإلكتروني لا يقل اهمية من العمل المعتاد في المؤسسات والشركات، فغالبية الشركات باتت مؤخراً تطلب موظفين أو عاملين عن بعد يقومون بأعمالهم عم طريق الإنترنت.

*وماذا عن السلبيات؟

بالرغم من وجود إيجابيات كثيرة، إلا أنه هناك سلبيات عديدة أيضاً، ومنها انتهاك الخصوصية فعملية نشر كل شيء يخص المستخدم على هذه المواقع قد تؤدي إلى تهديد خصوصيته، أو قد تسبب له العديد من المشاكل في الحياة أو العمل، والتنمر الإلكتروني ومقارنة النفس مع الآخرين، إذ يعاني العديد من الأشخاص من حالة من الضغط النفسي، والتوتر، والقلق وحتى الاكتئاب، نتيجة ما يتم نشره على هذه المواقع ومقارنة واقعهم مع ما يرونه، أو قد يصبحون هدفاً لأشخاص قد يتسلطون عليهم من خلال هذه المواقع ويستغلونهم، وفقدان التفاعل الحقيقي بين الناس، واستبداله بالتفاعل عبر الإنترنت، حيث إنه ربما يجد الكثير من الناس أن التفاعل عبر الإنترنت بديل سهل ومريح للتفاعل وجهاً لوجه، مما قد يؤدي إلى انعزال الأفراد عن المجتمع، وتشتت الانتباه، فاستخدام وسائل الاتصال الاجتماعي على الهواتف قد يتشتت انتباه المستخدمين، خاصة عند قيامهم بأعمال ونشاطات أخرى مثل قيادة السيارة، الأمر الذي يسبب الحوادث، وعدم انتظام النوم فالضوء الصادر من الأجهزة الإلكترونية قد يسبب اضطرابات لهم خلال النوم، مما قد يؤثر على إنتاجيتهم ونشاطهم خلال اليوم اللاحق.

*احصائيات عديدة تم نشرها حول أعداد مستخدمين الإنترنت في العالم، هل لك اطلاع عليها؟

نعم، فحسب الاحصائية الأخيرة التي نشرتها شركة ميتا فأنه يمكن ترتيب بعض مواقع التواصل حسب عدد المستخدمين حتى شهر ١ لعام ٢٠١٤ كالآتي:

إنستغرام: يبلغ عدد مستخدميه ٣ مليار مستخدم، فيسبوك: يبلغ عدد مستخدميه ٣,٢٧ مليار مستخدم، يوتيوب: يبلغ عدد مستخدميه ٢,٩ مليار مستخدم، واتس آب: يبلغ عدد مستخدميه ٢,٥ مليار مستخدم، الماسنجر: يبلغ عدد مستخدميه ٢,٣ مليار مستخدم، وهذه احصائيات بعض التطبيقات العالمية المشهورة، ناهيك عن وجود تطبيقات مشهورة غيرها أيضاً ولكن لا توجد احصائيات رسمية بخصوصها.

*كمهندس برمجة واتصالات، كيف نستخدم مواقع التواصل الاجتماعي بشكل آمن؟

استخدام كلمات مرور قوية، ويفضل أن تكون كلمة المرور طويلة وتجمع بين الأرقام والحروف والرموز الخاصة، لتكون قوية وأكثر أماناً، واستخدام كلمة مرور مختلفة لكل تطبيق أو حساب من حسابات الوسائط الاجتماعية، وتفعيل إعدادات التحقق الثنائية، وعدم قبول طلبات الصداقة التي تبدو مجهولة الهوية أو مزيفة، وعدم فتح الروابط غير الموثوقة أو روابط من أشخاص لا تعرفهم، إذ تخترق معظم حسابات وسائل التواصل الاجتماعي من خلال الروابط، الانتباه إلى المعلومات التي تتم مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لا يحبذ الكشف عن معلومات شخصية حساسة مثل: عنوان المنزل أو المعلومات المالية أو رقم الهاتف، وقراءة سياسات الخصوصية لقنوات التواصل الاجتماعي إذ تحدث باستمرار، ضبط إعدادات الخصوصية للتحكم فيما يتم مشاركته مع الجمهور، تأمين جهاز الكمبيوتر والأجهزة الذكية عن طريق تثبيت برنامج مكافحة الفيروسات، وتسجيل الخروج من الحساب عند الانتهاء.

*ختاماً.. كلمة أخيرة لك تحب أن تضيفها، المجال مفتوح لك..

الإنسان يجب أن يكون وسطياً في استخدامه لمواقع التواصل الاجتماعي، فلا يعتمد عليها اعتماد أساسي ويهمل الحياة الواقعية، ولا يبتعد عن تلك المواقع كلياً بل الحد منها، لأن تطور العالم يحتم على الإنسان أن يمتلك بعضاً من تلك المواقع والجهل فيها يعد جهلاً بتطورات الحياة، لذلك لا بد من التعامل مع تلك المسألة بأسلوب معتدل حذر، فيمسك الإنسان الحبل من منتصفه، وإن مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، علينا الانتباه إلى طريقة حمله حتى لا يجرح ولا يقتل، ووقت الإنسان هو بعض من عمره، حري به ألا يسرف فيه على ما لا يستحق من الأمور، سيما تلك التي تودي بحياته إلى الهاوية دون انتباه منه ولا تقدير لعواقب الأمور التي يقدم عليها.