لكل السوريين

فنانات تشكيليات يجسدن الطابع التراثي عبر لوحاتهن

السوري/ حلب 

٥٦ لوحةً فنية تجسد الطابع التراثي لمدينة حلب ثقافياً ومجتمعياً وعمرانياً قدمها ثلةٌ من فنانات حلب في معرض للفن التشكيلي في خان البنادقة، وذلك بحضور عدد من المهتمين بالشأن الثقافي والأدبي بالمدينة.

إعادة الحياة لهذه الأماكن القديمة والأسواق التي أعيد ترميمها هي الرسالة التي أرادت فيها فنانات حلب إيصالها لزوار المعرض من خلال مضمون لوحاتهم المعروضة، وكان لاختيار المكان ضمن حلب القديمة وقعٌ إيجابي وحالة من الرضا التام والتفاؤل لدى المشاركات حيث أحدث نوع من التناغم والحميمية بين المكان واللوحات المعروضة.

المشاركة ناهد عيسى قدمت في جعبتها مجموعة من اللوحات التشكيلية لها عناوين عدة فمنها ما هو تجريدي يعبر عن ذاتها حيث استخدمت خاصية الألوان ومنها ما هو يحكي عن حارات حلب كالجديدة والعقبة والجامع الكبير حيث اعتمدت تقنية السكين والأكرليك في تشكيل لوحاتها وإبراز الحجر كون حلب مشهورة بأحجارها الصفراء المشرقة.

البيت العربي والأزقة والساحات إضافةً للباس التراثي للنساء الحلبيات قديماً هي عناوين لوحات الفنان صلاح الخالدي وذكر بأنه أراد الرجوع بالذاكرة للماضي ليتعرف الزائر أكثر عن خاصية التراث الحلبي العمراني والاجتماعي.

وعبّرت الفنان حسنة محمد عن عشقها وشوقها لمدينة حلب من خلال مضمون لوحاتها التي كانت أبرزها قلعة حلب التي اعتمدت فيها اللون الأبيض والأسود إضافةً للبيت الحلبي القديم وساعة باب الفرج التي وصفت فيها حركة الشارع وكيف كان الناس تجتمع حولها في لوحة فنية متقنة الألوان.

واعتمدت الفنانة التشكيلية سعاد الحسين خاصية الحفر والطباعة حيث استخدمت اللون الواحد وتدرجاته في لوحاتها والتي تحاكي البيئة العمرانية بحسب ما ذكرت.

ومن جهة أخرى بينت ايمان المولى وهي أحد المسؤولات عن تنظيم المعرض بأن الفكرة من المعرض هو محاولة الرجوع بذاكرة أهالي حلب إلى أهم المعالم الأثرية العمرانية والمجتمعية مضيفةً بأن الأمانة السورية لها دور تنظيمي لتكون صلة الوصل بين المجتمع المحلي وأصحاب الفعاليات الاقتصادية في الأسواق القديمة من خلال إعادة إحياء محور الشارع المستقيم والذي بدأ بافتتاح خان سوق الحرير وساحة الفستق وسوق السقطية وتذكير المجتمع الحلبي بأهمية هذه الأماكن من خلال هذه الفعاليات.

وأبدى زوار المعرض إعجابهم في جمال ما قدم من لوحات تشكيلية وفنية أرجعت بذاكرتهم إلى دفء الماضي بأدق تفاصيله.

وعلى هامش المعرض كان هناك حضوراً لآلة السيكولير لتصنيع الأقمشة ومراحل إنتاجه تقف لجانب محال الأقمشة وهي بادرة أراد فيها الصناعي حسام محمود أن يقول: بأن حلب هي أم الصناعة كانت ومازالت مستمرة في الإنتاج إلى جانب تجارها في هذه الأسواق التي تبيع أقمشة السيكولير.

وعن مراحل العمل يذكر الصناعي محمود بأن التصنيع يبدأ من الخيط ثم النسيج ومن ثم الصباغة وينتهي بالتفصيل والخياطة كما وتتوزع المعامل المنتجة للأقمشة في منطقة الليرمون حيث يوجد /٣٠/ آلة مماثلة من نوع السيكولير تعمل بطاقة إنتاجية / ٣٠٠/ كيلو من القماش يومياً وتعتمد في عملها الخيط الخامي والقطن كما ويتم التحكم بسماكة القماش من خلال الخيط المستعمل.

يذكر أن هذه المعارض لها دور كبير في تنشيط الحركة الثقافية والأدبية بالمدينة.