لكل السوريين

الأسوَد.. مازال يغتال الفراشات ويطعن البرتقالي

لطفي توفيق

يوم غد…

اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة.

وترجع الحكاية إلى الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني عام 1960.

ذكرى مقتل الأخوات.. ميرابال..

على يد جزّار جمهورية الدومينيكان.. رافائيل تروخيو

والأخوات ميرابال.. ناشطات في حركة المعارضين لنظام تروخيو..

ولقبن.. بالفراشات.. لرشاقة جهودهن.. والحيوية التي تمتعن بها..

وكان قتل.. الفراشات.. المسمار الأخير في نعش الدكتاتور

وقتل بعد أشهر قليلة من قتل الفراشات

عام 1981 انطلقت.. للمرة الأولى..

احتفالات تدعو إلى القضاء على العنف ضد المرأة.

وعام 1999 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم..

يوماً عالمياً للتوعية بجميع أشكال العنف ضد المرأة.

وعام 2009 اختارت هيئة الأمم المتحدة للمرأة.. الخامس والعشرين من كل شهر..

كيوم برتقالي ورفعت شعار “اتحدوا.. قل لا”..

لتعبئة المجتمع المدني والناشطين والحكومات ومنظومة الأمم المتحدة..

لإنهاء العنف ضد المرأة.

وعام 2014 اعتمد الاحتفال اللون البرتقالي شعاراً له ..

وطالب بالاتحاد لإنهاء العنف ضد المرأة..

ورفع شعار.. لوّن جارك باللون البرتقالي.

 

وعام 2018 كان شعار حملة القضاء على العنف ضد المرأة..

لوّن العالم بالبرتقالي: اسمعني أنا أيضاً..

واعتبرت الحملة اللون البرتقالي.. عالماً خالياً من العنف الموجّه ضد النساء.

بعد انهيار نظام تروخيو باغتياله.. كُرمت ذكرى الاخوات الفراشات.

وتحول المنزل الذي ولدن به.. إلى متحف يضم مقتنياتهن..

ويجمع العديد من الكتب والأفلام الوثائقية والسينمائية التي خلدت ذكرى الأخوات

وتغير النصب التذكاري للدكتاتور في الدومينيكان

إلى نصب تذكاري للفراشات.

ومازالت جولات المصارعة.. غير الرومانية

وغير الحرة..

مستمرة على الحلبات العالمية..

بين البرتقالي الناشئ.. والطري..

وبين السواد المقيم والقديم.. والموروث

ومازالت الجولات دون حسم..

في ظل عدم التكافؤ بين الخصمين..

وانحياز الحكم.

ولم يتمكن الكثيرون تلوين جارهم.. باللون البرتقالي

ونسي الكثيرون مقالة.. لوّن العالم بالبرتقالي.

وقليلون من سمعوا مقالة.. اسمعني أنا أيضاً.

وقليلون أكثر.. من سيسمعون مقالتي..

يا نساء العام.. ما عاد البرتقالي لائقاً لزمن كهذا

فاخلعوه..

ووجهوا الأظافر باتجاه عيون السواد.

فما زال الأسوَد.. ينهش البرتقالي..

ويغتال الفراشات.