لكل السوريين

مشاكل الصرف الصحي تتصدر الموقف الخدمي

أحمد الابراهيم

في جميع دول العالم لتخليص المدن من المياه الأسنة الناتجة عن المنازل تعتمد نظام شبكات الصرف الصحي الأرضية، وتختلف أنظمة هذه الشبكات بين العمل بسير المياه بالراحة، أي تحت تأثير الجاذبية الأرضية، وبين نظام التجميع والضخ الميكانيكي، وبالإضافة للمياه الأسنة هنالك مياه الأمطار، والتي تحتاج إلى تصريف أيضا وتمتاز أيضا بنموذجين أحدهما يعتمد على صرف مطري خاص والأخر يقوم بتوجيه الصرف المطري إلى شبكة الصرف الصحي، وهذا هو ما يتم تطبيقه في مدن شمال شرق سوريا.

ولعل أغلب المناطق مازالت تعتمد على الآبار الفنية، وهذه الأخيرة لها مساوئ بأنها قد تضر بتلويث المياه الجوفية، ومن محاسنها تخفف تصريف المياه الأسنة إلى الأنهار، وكذلك تجعل الأهالي يقتصدون في استخدام المياه في حياتهم اليومية، والسؤال هنا لماذا نلحظ شكاوى عديدة في سوريا بخصوص شبكات الصرف الصحي وعجزها في تصريف مياه الأمطار؟.

ولعل المشهد الذي شاهدناه في الشام من فيضانات وتوقف حركة السير بسبب عجز الشبكات في تصريف المياه المطري كان يتصدر الموقف العام، وإذا ما تحدثنا عن أسباب تفاقم مشاكل الصرف الصحي في مدن الشمال الشرق السوري لعل من أهم الأسباب والتي تعزى إليها الأسباب هي تدمير البنية التحتية بسبب رحى الحرب التي دارت في المنطقة، وكذلك الجهل المجتمعي بأهمية شبكات الصرف عندما بدأوا بالتوافد إلى منازلهم كان تصريف الأتربة أيضا باتجاه شبكات الصرف، وهذا أدى إلى ضرب شبكة التصريف عبر امتلائها بالأتربة.

وهنالك مشكلة بسبب التخطيط، حيث أن لكل مشروع تصميمي عمر افتراضي، وبسبب قدم هذه الشبكات هي أيضا خارج الخدمة، وهذا كله أثقل كاهل الإدارات بحجم الإنفاق بخصوص الصرف الصحي، وإن معظم تصريحات المعنيين تشير بعدم القدرة بالقضاء على مشاكل الصرف لسنوات عديدة قادمة، ولكن ما يهم المواطن هو تلبية الاحتياجات دون النظر إلى الأسباب وهذه العقلية المجتمعية المبنية على تلبية الاحتياج تجعل الإدارة في أزمة حقيقة، لتقف عاجزة بين الأسباب وبين حجم الأموال اللازمة لحل مشاكل الصرف الصحي، وبين إرادة المجتمع في الانتهاء من مشاكل الصرف الصحي بشكل كلي.

ومن منظوري بأنه لابد من التوجه للحلول الدائمة لمشاكل الصرف الصحي عبر دراسة أكاديمية تعتمد على التعداد السكاني والقيام بتجديد مشاريع الصرف، بحيث يخدم المنطقة لعمر لا يقل عن 25 سنة كعمر تصميمي يتوافق مع الزيادة في تعداد السكان، وأن تخلق شيء من التوازن بين المشاريع المستدامة والمشاريع التي تتطلب التدخل بشكل إسعافي.

ولابد من برامج توعوية شاملة تحذر الأهالي من الإفراط من استخدام المواد المعقمة، والتي تجعل من كل منزل معمل مصغر بسبب تنوع المواد الناتجة مع الصرف المنزلي والذي يضر بالأنهار وبالبيئة المائية، كون مشاريع الصرف الصحي تصب إلى الأنهار.

وكما لابد للإدارة البدء بتنفيذ مشاريع محطات معالجة مياه الصرف الصحي والتي تقلل من خطر التلوث البيئي، وأيضا لها ناتج اقتصادي لقدرة هذه المحطات على إنتاج الأسمدة العضوية، والتي تستخدم في الزراعة وتخفف من الإنفاق العام.

ورغم كل ما ذكرت لازال الأهالي يعانون من مشاكل الصرف الصحي ومن طوفان الشوارع بسبب شبكات الصرف الصحي البالية، ونرجو من الإدارات أن تبذل جهودا إضافية للتقليل من معاناة الأهالي.