لكل السوريين

في مخيمات إدلب.. خيم مهترئة وبرد قارس وغياب المنظمات ومآسٍ تتكرر

السوري/ إدلب ـ مع بدأ هطول الأمطار في سوريا، وتحديدا في شمال غرب البلاد؛ عادت مأساة النازحين القاطنين في مخيمات في المنطقة التي تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام المدعومة من قبل دولة الاحتلال التركي لتكون مسرحا جديدا لوسائل الإعلام.

خيام مهترئة، برد قارس، منظمات غائبة بشكل شبه تام، كل هذه المعاناة اجتمعت بلحظة واحدة، يضاف إلى ذلك التخوف الكبير من قيام الحكومة السورية المدعومة من قبل روسيا بهجوم جديد قد يعيد سيناريو ما حصل للنازحين الذين أغلبهم مهجرين من مناطق سورية أخرى الشتاء الماضي.

وبين مخيم عشوائي وآخر بإشراف منظمات دولية يتواجد في إدلب وأريافها ما يفوق الـ 42 مخيما، وتفتقد تلك المخيمات بمجملها لأبسط أساسيات الحياة، فلا ماء ولا عناية صحية ومؤخرا حتى الطعام قلَّ بشكل فاجئ قاطني المخيمات.

وفي الشتاء الماضي شنّت القوات الحكومية مسنودة بالطائرات الروسية عملية عسكرية واسعة نتج عنها استعادة السيطرة على مناطق شاسعة في أرياف إدلب الجنوبية وحماة الشمالية وحلب الجنوبية الغربية. وأدت تلك العمليات إلى نزوح ما يقارب الـ مليون ونصف شخص بحسب إحصائية للمرصد المعارض.

كاميرا صحيفتنا زارت أحد المخيمات في على الحدود التركية السورية، والتقى ببعض العوائل المقيمة فيه، ومن بينها أرملة ومعيلة لسبعة أطفال في الوقت ذاته، رفضت الكشف عن اسمها، قالت “نزحت من ريف حلب الغربي قبل عام ونصف، وزوجي قُتل في إحدى غارات الحكومة، خرجنا من المخيم بأنفسنا فقط، نمنا على الأرض بدون غطاء، لم نتلق دعم من أحد سوى فاعلي الخير”.

وتضيف “الآن أعمل في الزراعة وبأجرة بخسة، وأطفالي يجمعون البلاستيك والألمنيوم لبيعه لمساعدتي في المصروف، المنظمات سرقتنا ولا تعطينا شيء، أحد أطفالي مصاب بالتلاسيميا وبحاجة للدم، ولا أملك ثمن أجرة سيارة لأذهب به إلى المشفى”.

ويتضح للمتجول في أرجاء المخيم حجم الإهمال من قبل المسؤولين عنه، فالخيام مهترئة ومناظر الجوع تبدو واضحة للغاية، وخير دليل الأطفال الذين يخرجون في مجموعات لجمع النايلون والبلاستيك.

أم مصطفى، نازحة من ريف دمشق، تحدثت لصحيفتنا عن تخوفها من الشتاء القادم، بالقول “الشتاء على الأبواب، نخشى على أطفالنا من البرد الشديد، إلى متى ستسمر معاناتنا، سئمنا النزوح واللجوء، نريد العودة لديارنا”.

تقرير/ عباس إدلبي