لكل السوريين

ألبير كامو.. وساركوزي.. وكورونا

أليس من العبث.. أن يصادر ساركوزي تراث فيلسوف العبث..

الذي رحل قبل نصف قرن بطريقة عبثية.. تشبه رحيله..

ورحيل شخصياته الروائية…

وأن يدلنا طاعون كامو..

على ما يجب أن نفعله مع جائحة كورونا..

بعد ستين عاماً من رحيله

في حياته..

تمسك ألبير كامو باستقلاليته الفكرية ..

وانتقد اليمين واليسار معاً، لغياب التفرد الإنساني في برامجهم.

وهو يعتقد أن العدالة دون حرية تقود إلى الديكتاتورية..

والحرية دون عدالة تؤدي إلى قانون الغاب.

وفي حياته.. كان بالنسبة لأغلبية المثقفين الفرنسيين مجرد مثقف ساذج.

وهو الذي قال: علمتني الشمس أن التاريخ ليس كل شيء..

نعم لتغيير الحياة، لكن لا لتغيير العالم الذي جعلت منه آلهتي!!

وبعد رحيله بخمسين عاماً..

يقرر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، مصادرة استقلالية كامو وتراثه الفكري

بنقل رفاته إلى مقبرة بانتيون الفخمة في باريس..

إلى جانب الشخصيات التي تركت بصماتها على تاريخ فرنسا.

وبعد رحيله بستين عاماً..

ألبير كامو.. الذي جاء إلى العالم مبكرا.. ورحل عنه مبكرا

يعود مع روايته “الطاعون”.

ومن جديد تعود فلسفته في مواجهة الأوبئة.

فلا غرابة في أن تتصدر الكتب المقروءة في العالم..

منذ بدء جائحة كورونا.

الطاعون.. التي منحته جائزة نويل للآداب..

هي قصة مدينة وهران الجزائرية.. بعد أن أصابها مرض الطاعون..

وعاشت أياما صعبة.. تحت حجر صحي..

وعاش أهلها تجربة جديدة غيرت الكثير في حياتهم.

“لم يقبل أحد المرض حتى الآن.

كانوا حساسين لما يزعج عاداتهم أو يؤثر على مصالحهم”

وللتعرف على مدينة ما…

“يجب أن نعرف كيف يشتغل سكانها.. وكيف يحبون.. وكيف يموتون”.

هي إذاً.. دعوة إلى إعادة النظر بطريقة حياة الناس.

فالمصلحة فردية.. والمتعة فردية

والوباء جماعي..

تفتك ويلاته بالجميع دون استثناء..

بعد رحيله بخمسين عاماً

حاول ساركوزي مصادرة استقلالية كامو..

وبعد رحيله بستين عاماً..

من سيحاول مصادرة دعوته لإعادة النظر في أسلوب حياة البشر.

فالشك فيما حدث.. محاولة لإيجاد تفسير لحدوث الكارثة..

وفي تحديد ما يجب أن  يحدث..

محاولة لتجاوزها…

والخلاص منها.