لكل السوريين

مزارعو الرقة.. ٨٠٠ دولار للطن تسعيرة مجزية لمحصول القطن ومطالب بضبط آلية التسويق ومنع استغلال التجار

الرقة/ صالح إسماعيل

بين مزارعو محصول القطن في ريف الرقة الشمالي، بأن تسعيرة محصول القطن الصادرة عن هيئة الزراعة والري في الإدارة الذاتية ٨٠٠ دولار للطن الواحد مجزية وتغطي تكاليف الإنتاج وتحقق هامش ربح مناسب للمزارعين للاستمرار بالعملية الزراعية وتحسينها.

ويعتمد المزارعين في ريف الرقة على زراعة محصول القطن بشكل أساسي في زراعتهم الصيفية، حيث يعد المحصول الاستراتيجي الأول إلى جانب زراعة عدة محاصيل زراعية أخرى (الذرة الصفراء والخضروات)، وأدى ارتفاع تكاليف الزراعة لهذا الموسم للحد من قدرة  أغلب المزارعين على زراعة محصول القطن لهذا الموسم، حيث انخفضت نسبة الأراضي المزروعة بمحصول القطن إلى أكثر من نصف المساحة مقارنة الأعوام الماضية.

ويبدأ مزارعو القطن في ريف الرقة الشمالي بجني محصولهم من منتصف شهر(أيلول /سبتمبر)، وذلك عن طريق العمل اليدوي من قبل ورشات العمل التي تنطلق منذ ساعات الصباح الباكر وتستمر بالعمل حتى غروب الشمس، حيث تؤمن فرصة عمل لكثير من العوائل في ريف الرقة.

وفي لقاء أجرته صحيفتنا السوري مع المزارعين في ريف الرقة الشمالي تحدث المزارع أحمد الشنان قائلاً: “محصول القطن لهذا الموسم يبشر بإنتاج جيد وذلك لعدم تعرض المحصول للإصابة بدودة القطن (دودة اللوز) بشكل كبير التي تم مكافحتها بالأدوية الزراعية الضرورية والحد من تأثيرها على محصول القطن على غرار الأعوام السابقة، حيث تصيب زهرة القطن بشكل مباشر وتقضي على الثمار بنسبة كبيرة وتؤثر على كمية الإنتاج”.

وأضاف الشنان: “زراعة محصول القطن لهذا الموسم تأثر بشكل ملحوظ وانخفاض لنسبة تفوق النصف عن الأعوام السابقة وذلك بسبب الارتفاع المتزايد لأسعار مواد الإنتاج الزراعي من بذور وأسمدة وأدوية زراعية وارتباط أسعارها بقيمة الدولار الأمريكي، حيث يضطر أغلب المزارعين لتأمين مستلزماتهم الزراعية من التجار في السوق السوداء، والاستدانة في بعض الأحيان بفوائد مادية كبيرة في سبيل الاستمرار بالعمل الزراعي في ضل قلة الدعم من الجهات المختصة”.

وبين الشنان بأن التسعيرة التي حددتها الجهات المختصة في الإدارة الذاتية  مناسبة لمحصول القطن لهذا العام وتتكافئ مع تكاليف الإنتاج وتحقيق هامش ربح مناسب للمزارعين للإستمرار بالعملية الزراعية وتحسينها، وخصوصا مع فتح المجال لتسويق المحصول وتسهيل عملية نقله الى كافة المناطق داخل الادارة الذاتية وخارجها.

ومن جانبه أكد المزارع مهند العلي بأن زراعة محصول القطن تحتاج لكثير من العناية والعمل اليدوي وخصوصاً  جني المحصول، حيث يتم تنظيم ورشات عمل من قبل النسوة والعوائل. فيما يعد موسم قطاف القطن مصدر دخل وفرصة عمل لكثير من العوائل في ريف الرقة، أما بالنسبة للمزارعين فهي تضيف تكاليف باهظة بسبب ارتفاع أجور العمل والحاجة المستمرة لدفع المستحقات بشكل فوري.

وطالب كل من الشنان والعلي الجهات المختصة والاتحاد العام للفلاحين بتقديم الدعم الكافي للاستمرار بالعمل الزراعي وتأمين مستلزمات الزراعة عن طريق المؤسسات الزراعية بأسعار منافسة للسوق السوداء وتناسب مع إمكانيات المزارعين وتقديم قروض مالية تغطي تكاليف الإنتاج، بالإضافة لوضع ضوابط  لشراء محصول القطن وتسويقه تمنع استغلال التجار حاجة المزارعين لتسويق محصولهم والتلاعب بأسعار المحصول (المحلوج والمحبوب).