لكل السوريين

بعد أن وضع النظام التركي ثقله في ناغورني.. هل تقصيه موسكو عن المشهد؟

ما إن بدأ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، ونشر قوات حفظ السلام في إقليم ناغورني قره باغ، حتى نشب خلاف بين روسيا وبين النظام التركي حول عدم مشاركة جنوده مع الجنود الروس في المنطقة، حيث يؤكد النظام التركي على أن بلاده كانت حاضرة في اتفاق قره باغ، على الصعيدين الميداني والسياسي، ويجب أن يكون جنودها ضمن قوات حفظ السلام فيها.

في حين تعتبر موسكو أن تركيا “فهمت خطأ” مسألة إعلانها حول مهمة حفظ السلام في الإقليم.

وقال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، في بيان “ستتم تسوية الفروق الدقيقة والخلافات التي تنشأ حول قضية الإقليم خلال الحوار مع الأتراك”.

وبدوره يرفض وزير الخارجية الأرميني أي دور للنظام التركي في عمليات حفظ السلام في المنطقة، وتعلن فرنسا استعدادها للمساعدة في التوصل إلى حل عادل ودائم فيها.

روسيا رافضة

قال وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي “لدينا مهام مشتركة مع تركيا، تتمثل بمراقبة الوضع في منطقة عملية حفظ السلام من الأراضي الأذربيجانية، غير القريبة من منطقة الصراع، عن طريق المراقبة الفنية.

وقال “اتفقنا مع شركائنا الأتراك على إنشاء مركز مراقبة على الأراضي الأذرية”، مشيراً إلى أن المركز سيقوم عبر الوسائل التقنية بالتحقق، عن بعد، من الوضع في الجو وفي الميدان بإقليم قره باغ.

أما تنفيذ عمليات حفظ السلام في قره باغ، فسيتم من قبل الوحدات العسكرية الروسية فقط. وأكد على أنه لا يوجد أي غموض في هذا الأمر، “وشركاؤنا الأتراك يفهمون هذا”.

وتركيا غاضبة

وردت تركيا بغضب شديد على إعلان موسكو أنها فهمت خطأ إعلان روسيا بشأن مهمة حفظ السلام في الإقليم فيما يتعلق بمشاركة جنودها مع الجنود الروس.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن بلاده كانت حاضرة في إقليم قره باغ، وفي الاتفاق حوله ميدانياً وسياسياً، ولا يمكن لأحد أن يخضعها لسياسة الأمر الواقع.

وأشارت وكالة الأناضول التركية إلى أن الرئيس الروسي ونظيره التركي، أجريا عدة لقاءات بخصوص تحقيق وقف إطلاق النار، ونشر قوات حفظ السلام في قره باغ، وأن أردوغان دعم التحركات الروسية في هذا الصدد.

أرمينيا ترفض الدور التركي

ورفض وزير الخارجية الأرميني أن يكون لتركيا أي دور في عمليات حفظ السلام في قره باغ، وأشار إلى دور تركيا في التخطيط والتحريض والحرب التي شنتها أذربيجان على قره باغ.

وأكد على ضرورة مناقشة المسائل المتعلقة بعملية السلام في المنطقة في إطار “مجموعة مينسك” التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وأجرى الوزير الأرميني مباحثات مع ممثلي مجموعة مينسك حول اتفاق وقف العمليات القتالية، أكد خلالها أن وقف إطلاق النار ونشر قوات حفظ السلام، لا يمكن اعتباره حلاً نهائياً للنزاع في ناغورني قره باغ، حسب في بيان وزارة الخارجية الأرمينية.

وفرنسا تعود للمشهد

أبلغ الرئيس الفرنسي رئيس وزراء أرمينيا، استعداد بلاده للمساعدة في التوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول من جميع الأطراف في المنطقة.

وأشار إلى أن باريس تطالب بتسوية تضمن الحفاظ على ظروف جيدة للسكان الأرمن في ناغورني قره باغ، وعودة عشرات آلاف الأشخاص الذين فرّوا من ديارهم.

وسبق أن أكدت الرئاسة الفرنسية على أن فرنسا تقف إلى جانب أرمينيا، وتجدد معها صداقتها التاريخية، في هذه الظروف الصعبة.

يذكر أنه من المتوقع أن ترسل فرنسا والولايات المتحدة دبلوماسيين إلى موسكو لبحث الوضع في المنطقة، فهي تشارك موسكو في رئاسة مجموعة مينسك المعنية بحل الصراع بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم ناغورنو قره باغ.

تقرير/ لطفي توفيق