لكل السوريين

خلطٌ للأوراق وتباين في التصريحات والمواقف يجعل أهالي إدلب في حالة ترقب حذر

إدلب/ عباس إدلبي 

كثرت التكهنات حول مصير ادلب وريفها الجنوبي في ظل التصعيد الروسي الأخير، حيث استهدف الطيران الحربي الروسي عدة مواقع في عمق الشمال الغربي لسوريا في كل من (أرمناز وكفر تخاريم وأطراف بلدة حربنوش وغيرها)، مخلفة إصابات في صفوف المدنيين.

ونشرت القوات التركية كاميرات مراقبة على طول الخط الدولي إم ـ 4، بدءا من بلدة ترنبة غربي سراقب حتى الحدود الإدارية مع محافظة اللاذقية.

ومع هذه الإجراء سادت حالة من التخوف لدى المدنيين من احتمالية قيام علمية عسكرية أو صفقة على شكل مسرحية يكون المدنيون هم الضحايا الأكثر خسارة، لا سيما وأن روسيا صرحت في أكثر من مرة أن مناطق “جبل الزاوية وسهل الغاب وجبال الساحل” تشكل خطرا على قاعدة حميميم بريف اللاذقية.

مسطفى، عقيد متقاعد، شرح لمراسلنا حول رؤيته التحليلية لما يمكن أن تشهده المنطقة، فقال “إن السياسة الدولية ولعبة المصالح لم تعد حكرا على لاعبيها، وكل من يتعاطى السياسة بات يعرف ما يحاك خلف الكواليس، وما يجري على الأرض أكبر دليل حول تقاطع تلك السياسات اللاأخلاقية التي يتعاطى بها المجتمع الدولي حيال الأزمة السورية”.

وأضاف “الأتراك على اتفاق واضح وصريح مع الجانب الروسي وبتنسيق مستمر، وما يؤكد هذا تصريح وزير الخارجية الروسي في اجتماع مع نظيره التركي عقب اتفاق سوتشي، حيث صرح السفير الروسي أن الجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب سوف تستمر باستهداف مواقع الإرهابيين بالتنسيق مع الجانب التركي، وهذا ما يبرر للروس الاستمرار في تنفيذ الغارات على كامل الشمال الغربي لسوريا، دون أي اعتراض تركي أو استنكار”.

أما على الصعيد الميداني، فيلاحظ أن المنطقة تشهد حالة من الاستنفار في المنطقة الجنوبية من جبل الزاوية، حيث يُسمع بين الحين والآخر أصوات اشتباكات وانفجارات ناجمة عن اشتباكات متقطعة.

وقال قيادي في هيئة تحرير الشام لمراسلنا “قوات النظام تقوم باستهداف المناطق المأهولة ونقاط الرباط في خرق واضح لاتفاقية إطلاق النار، حيث قامت قوات النظام باستهداف عدة سيارات وآليات زراعية للمواطنين في منطقة سهل الغاب بالصواريخ الموجهة مخلفة عدد من الضحايا المدنيين ممن يقومون بالعمل ضمن أراضيهم الزراعية وقصف متواصل على مدينة أريحا والقرى المجاورة لها، الأمر الذي دفعنا للرد بالمثل على مواقع قوات النظام وتكبيدهم خسائر بالأرواح والعتاد”.

وشهدت مناطق قريبة من المناطق التي استعادتها القوات الحكومية قبل أكثر من عام حالة نزوح شديد صوب الحدود التركية، وبحسب مفوضية اللاجئين فقد أُعلن عن نزوح ما يفوق الـ مليون ومئتي ألف شخص، في حين تحدث المرصد السوري عن نزوح قرابة مليون وسبعمئة شخص نحو الحدود.