لكل السوريين

التراث الحضاري لمدينة اللاذقية (2)

  التراث الحضاري لمدينة اللاذقية (2)

اللاذقية/ سلاق العلي

آثار مدينة اللاذقية خلال الفترة قبل الإسلامية:

بنى السلوقيون في القرن الثالث قبل الميلاد مدينة أطلقوا عليها اسم لاواديسا، هذا الاسم  تحول منذ الفتح العربي الإسلامي عام 627 إلى (اللاذقية)، ومن المعالم الأثرية الباقية في اللاذقية.

قوس النصر: يقع وسط المدينة الشرقي، وهو بناء ضخم مبني بأربع دعائم وأعمدة حجرية ترفع سقفاً عالياً، تتوسطه قبة في داخلها رسوم وتزينات وشارات النصر، وقد بنى هذا القوس الإمبراطور سبتيموس سفيروس قبل ألفي عام تقريباً وذلك تكريماً لمدينة اللاذقية.

أعمدة باخوس:

وهي أعمدة ضخمة تشكل جزءً من بقايا لمعبد قديم مبني بجوار القوس الكبير.

مدفن القبان:

يقع شمال اللاذقية على بعد حوالي 11 كم، ويعود تاريخ بناءه إلى القرن الأول الميلادي حمل هذه التسمية لوقوعه في المنطقة التي تزان بها مادة الملح المستخرجة بكثرة من سواحل اللاذقية.

وهذا المدفن فريد من نوعه في سوريا، ويعطي فكرة هامة عن تطور العمارة الدفينة في سوريا طوله 14 متر وعرضه 11 متر مبني بالحجر النحيت وفي داخله اثنتي عشر معرباً دفينا موزعة خمسة في الجدار الشمالي وخمسة في الجدار الجنوبي واثنان عند المدخل، وجدير بهذا المدفن أن تقام بجواره حديقة أثرية تضم كافتيريا وتقدم خدمات سياحية متنوعة.

بقايا القلعة الهلنستية:

قريباً من مدفن القبان على بعد أمتار جنوبا أنشئت القلعة السلوقية، ولا تزال معالم القلعة واضحة حتى الآن، وهي عبارة عن أساسات وبقايا أبراج معمرة بالحجر النحيت القطع خربت هذه القلعة بعد الغزو الروماني لسوريا، وتعطي هذه القلعة صورة عن فن العمارة العسكرية على الساحل السوري خلال العصور الكلاسيكية وهناك دراسة محفوظة لدى مجلس المدينة لإنشاء حديقة أثرية مجاورة لها واستثمار الموقع سياحيا.

آثار مدينة اللاذقية خلال الفترة الإسلامية:

المدينة القديمة:

رغم الزلازل والحروب والمخططات التنظيمية وحركة العمران، لا تزال المدينة القديمة في اللاذقية تحتفظ ببعض الشرائح الأثرية التي تتمثل في الدور السكنية والجوامع والكنائس والحمامات والأزقة والسواق والقناطر والخانات والمستودعات وغيرها، التي يتم دراستها وتوثيقها بشكل مستمر لكن دون توظيف أي أجزاء منها وهي مهددة دوماً بالهدم نتيجة العمران الحديث والمخططات التنظيمية، والبناء الوحيد الذي تم توظيفه قبل عقدين هو خان الدخان ” متحفا وطنيا” أما باقي النسيج القديم لم يوظف حتى تاريخه وهو جدير بالتوظيف.

آثار مدينة جبلة:

لا تزال هذه المدينة تحتفظ من ماضيها القديم بمعالم أثرية هامة نذكر منها:

مسرح جبلة:

وهو مسرح قديم يتوسط مدينة جبلة ،ويتسع لحوالي ثمانية آلاف متفرج، ويعود تاريخ بناءه إلى حوالي ألفي عام وقد بناه إمبراطور روما العربي الأصل سبتيموس سفيروس، ويعتبر هذا المسرح من أهم المسارح الأثرية في العالم لاتساعه وجمال عمارته ومتانته، ويشهد هذا المسرح نشاطات ثقافية تساهم في إحيائه واستخدامه ورقة ثقافية وسياحية رابحة.

جامع السلطان إبراهيم:

بنى هذا الجامع إكراماً للسلطان إبراهيم بن أدهم، وهو زاهد متعبد عاش في جبلة وتوفي فيها عام 778 م، وبني فوق قبره الجامع وإلى جواره حمام السلطان.

المدينة القديمة في جبلة:

لا تزال تحافظ على نسيجها المعماري القديم، حيث الحمامات والمساكن والأسواق والأزقة والقناطر والجوامع والزوايا وغيرها.

وفي منطقة جبلة مجموعة هامة من المواقع الأثرية أهمها مواقع:

تل سيانو: الذي تعمل فيه بعثة أثرية وطنية حققت اكتشافات هامة نتناولها لاحقاً بالتفصيل.

تل التويني: الذي تعمل فيه بعثة أثرية سورية بلجيكية مشتركة حققت اكتشافات هامة نتناولها لاحقا.

تل سوكاس: المرفأ الكنعاني الهام ثم تل إيريس الذي يعود إلى عصر البرونز الوسيط الألف الثاني قبل الميلاد ومجموعة من التلال الهامة.

يضاف إليها قلاع أثرية أهمها قلعتي المينقة التي تقع قرب وادي القلع على بعد حوالي 30 كم جنوب شرق جبلة، ثم قلعة بني قحطان وبقايا أسوارها وتقع شرق جبلة على بعد حوالي 20 كم.