لكل السوريين

صناعة الألبان والأجبان مصدر دخل لنساء في حمص

السوري/ حمص 

أنشأت مريم أمين (46عاماً) مشروعها الصغير بعد دراسة وتأنٍّ، اختارت فيه مهنة صناعة الألبان والأجبان التي ورثتها عن أمها وجدتها، لتواجه بها ظروف حياتها الصعبة في مدينة حمص وسط الفقر والغلاء وقلة مصادر الدخل.

وبدأت الكثير من النساء في حمص يبحثن عن فرص عمل من مهن تقليدية نتيجة صعوبة الظروف المعيشية، وعدم وجود المعيل خاصة وسط النساء الأرامل واللاتي تأثرن بفعل الأعمال الحربية التي دارات في المدينة.

مريم وجدت في صناعة الألبان والأجبان الحل الأمثل لتتمكّن من الإنفاق على أسرتها المكوّنة من أربعة أولاد وزوجها، الذي يعاني من أمراض الديسك والعمود الفقري، ما يمنعه من القدرة على العمل.

واختارت هذه المهنة لمعرفتها الجيدة فيها وتجيدها بشكل جيد، حيث توارثتها من والدتها وجدتها، اللاتي كن يملكن قطعاناً من الأغنام والأبقار ويصنعن منه الحلب ومشتقاته من أحبان وألبان وغيرها.

وتشتري مريم الحليب من مُربي الأغنام والأبقار القاطنين في ريف حمص ويتخذون من المدينة سوقاً لبيع منتجاتهم، على الرغم من ارتفاع ثمنه ولكنها اتجهت لهذا العمل بسبب عدم استغناء الناس عن تحزينها واستهلامها اليومي.

وتولي صانعات الجبن عملهن عناية فائقة لضمان نضج الأجبان كي تتطور النكهة والملمس النهائي المطلوبان، وبشكل عام كلما نضجت الجبنة أصبح طعمها أقوى وقوامها أكثر هشاشة.

من جهتها، تبدع الجدة سميرة في صناعة الألبان ضمن فريقها المؤلف من بناتها وزوجات أولادها، حيث يتعاونّ في صناعة شتى أنواع مشتقات الحليب.

ويواجهن النساء العاملات في هذا المجال صعوبات في تأمين الحليب الجيد، حيث تكثر حالات الغش في الحليب ويتم خلطه في الماء بكثير من الأحيان، لذلك هن يتعاملن مع أشخاص محددين، سيتوقفن فور توقفه.

بالإضافة للركود وعدم الشراء بكميات كبيرة نتيجة غلاء مشتقات الألبان، ويعود السبب في قلتها حيث أثرت قلة الأمطار سلباً على ندرة المراعي وبالتالي تأثرت الأغنام بكمية حليبها.

ووصل سعر الحليب لحوالي 2500ليرة سورية، وتضاف إليه تكاليف الغلي والأدوية المستخدمة لاستخراج الجبن وتكلفة النقل أيضاً.

ولا تنتهي التحديات عند هذا الحد، إذ توجد تحديات تتعلق بقلة وسائل التبريد لحفظ منتجات الألبان والأجبان، بسبب عدم توفر الكهرباء بشكل دائم لاعتماد.

وتعاني النساء القاطنات في مناطق سيطرة حكومة دمشق من سوء الوضع المعيشي بشكل عام، وبالأخص الأرامل والمطلقات وفاقدات المعيل، واللواتي أضحين بمثابة الأب والأم لعائلات مكونة من أطفال في مقتبل العمر.

واضطرت نساء كثيرات يقطنن ضمن المحافظات السورية التي تديرها الحكومة إلى العمل في أعمال كانت حكرا على الرجال، إلا أنهن وجدن أنفسهن مجبرات على العمل بها لتأمين الطعام لأطفالهن.

وتعد محافظة دمشق بالإضافة إلى محافظة طرطوس وأريافهما من أكثر النساء الأرامل في سوريا، حيث سجلت تقارير إعلامية سابقة نسب كثيرة من النساء الأرامل يعملن في مهن تعد من الغير معتادة على العنصر النسائي.