لكل السوريين

ارتفاع معدل الجريمة في ادلب يقلق سكانها ويدفعهم نحو الهجرة

إدلب/ عباس إدلبي  

لا يكاد يمضي يومٌ في ادلب إلّا تقع جريمة والفاعل أغلب الأحيان مجهول، ويتساءل مواطنون عن أسباب زيادة نسبة الجريمة في بقعة جغرافية صغيرة من المفترض أن تكون مضبوطة أمنياً، خاصةً وأن هناك سبعة آلاف عنصر أمني ماعدا عناصر المخافر التابعة لوزارة الداخلية.

وفي آخر جريمة كُشفت، هي عن قيام رجل بقتل زوجته ودفنها في برميل وسكب فوقها الإسمنت، والسبب دائما إمّا الفقر أو الثأر.

ونحن بدورنا سألنا الملازم أول في وزارة الداخلية عمر سرحان (اسم مستعار)، الذي تحدث “لصحيفة السوري” عن أسباب ارتفاع معدل الجرائم وآلية عملة وزارة الداخلية في مكافحتها.

قال إن ارتفاع نسبة الفقر وانعدام فرص العمل كان من أهم أسباب ارتفاع معدل الجريمة، وتأتي جريمة الشرف والثأر في المرتبة الثانية، وقد سجلت مديرية الأمن الجنائي في ادلب أكثر من ستة عشر جريمة قتل في شهر آب الماضي، ومعظم أسباب القتل هي بداعي السرقة، فيما سُجلت ثلاث حالات انتحار كانت لأشخاص عاطلين عن العمل وأطفالهم يعانون من الجوع.

وأضاف الملازم من بين الجرائم التي كشف عنها الأسبوع الماضي أيضاً هي قيام شاب في الثلاثين من عمره على قتل ابويه، لعدم تقديمهم مبلغاً من المال كان قد طلبه منهم بدواعي السفر إلى دول أوربا، فقام بقتلهم ودفنهم تحت الخيمة وسرقة مصاغ والدته والهرب باتجاه الحدود التركية إلّا أن حاجزاً عسكرياً ألقى القبض عليه بمنطقة حارم بحسب ما قال عمر.

ومن جهته كشف رئيس مخفر حارم مصطفى المحمود (اسم مستعار) أن شاب من سكان ريف أبو الظهور اعترف بإقدامه على قتل والديه ودفنهم تحت خيمته، وسرقة مصاغ والدته كما أفاد بسرقته لعدد من الدراجات النارية قبيل قيامه بجرمه.

وتشهد المنطقة بشكل عام حالة اقتصادية متردية، وانعدام بفرص العمل وحاجة الشباب إلى المال، هذه الأمور دفعت الكثيرين للقيام بعمليات سطو وسرقة ومنها من وصلت لحد القتل.

واحتلت جرائم القتل بداعي الثأر المرتبة الأولى عموم الشمال السوري نظراً لطبيعة المجتمع العشائرية، وأغلب ضحايا تلك الجرائم هم من أبناء العشائر، وراح ضحية تلك الخلافات العشرات من الشباب دون أي رادع في ظل الفلتان الامني وتفكك المجتمع بسبب الحرب والنزوح الطويل الأمد.