لكل السوريين

لمواجهة الضائقة الاقتصادية الخانقة.. مبادرات إنسانية سورية

شهدت مختلف المناطق السورية مجموعة من المبادرات الشعبية الهادفة إلى التخفيف من معاناة السوريين خلال الضائقة الاقتصادية الخانقة التي تسببت بها الأزمة السورية.

وهذه المبادرات واللفتات الإنسانية ليست جديدة أو طارئة على الشعب السوري بكافة محافظاته.

فما يزال السوريون يحتفظون بجوهر تاريخهم المعروف بالتكافل في ما بينهم في الأزمات والمحن.

فرغم الحرب، وجائحة كورونا، لم يتوقف العمل الخيري ولا التكافل الاجتماعي في سوريا.

وتنشر “السوري” نماذج من هذه المبادرات تقديراً للقائمين عليها، وأملاً بتكرارها، وتوسيعها في كل محافظة سورية من جهة، وبين المحافظات كلما تيسر ذلك.

السويداء – محمد الصالح

تكفل مغتربو قرية قيصما بالريف الجنوبي الشرقي لمحافظة السويداء، بتوفير كافة المستلزمات التعليميّة على اختلافها لكافة طلّاب القرية، وتأمين خدمات التوصيل بوسائل النقل لهم طوال العام الدراسي.

وقال مصدر محلّي من القرية إن مجموعة من المغتربين وميسوري الحال، بالتعاون مع نشطاء اجتماعيين من القرية، ساهموا بتأمين خدمات ومستلزمات طلاب المدارس من مواصلات وقرطاسية وكتب المناهج لمختلف الحلقات الدراسيّة دون تكليف أيّ من عائلات البلدة بأسعارها.

وشملت المبادرة تخصيص باص لنقل طلاب المرحلة الثانويّة من قيصما إلى بلدة ملح المجاورة لوجود المدرسة فيها، بحيث وصلت أجور النقل لتسعة أشهر إلى أكثر من ثلاثة ملايين ليرة،

وبلغت قيمة شراء الكتب الجديدة لطلّاب الثانوية باختصاصاتها العامة والمهنية وغيرها، أكثر من 500 ألف ليرة سوريّة.

وبيّن المصدر، أن مبادرات الخير من أهالي قيصما، لم تقتصر على ذلك فقط، حيث تم شراء قرطاسية مدرسية متنوعة من أقلام ودفاتر وحقائب ومختلف اللوازم التعليمية لكافة طلّاب القرية بجميع مراحلهم، بقيمة ماليّة تعدّت المليون وستمائة ألف ليرة سورية، إضافة إلى صرف أجور النقل الصيفيّة للطلّاب خلال دورات التقوية أيضاً.

يذكر أن قرية قيصما الشهيرة بنبات “القيصوم”، الذي أخذت اسمها منه، كانت وماتزال نموذجاً للتآخي والعطاء، ومثلاً لحالة التكافل والتعاضد والتكاتف المجتمعي، رغم الفترات الصعبة والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها مثل باقي المناطق في محافظة السويداء.