لكل السوريين

الأعياد مناسبة جميلة للتواصل والفرح عبر العصور

يُعد الاستقرار البشري حالة حضرية وفرصة استثنائية للإنسان مارس فيها طقوسه المادية والروحية، ومن هذه الفرص الاستثنائية إقامة الأعياد والاحتفال بها، إذ أنه تحرر من قيود الحياة وروتينها اليومية التي تغله جعلته يستشعر بالبهجة وتجدداً أيام كانت المناسبة التي يحتفل بها.

ففي العصور الموغلة بالقدم في بلاد الرافدين وسورية، كانت تقام وتنظم الأعياد الضخمة في مناسبات شتى وخاصة في بعض المناسبات الدينية، وكان الفراعنة ينظمون الأعياد الضخمة حيث كان أتباع المذهب الازيريسي (أتباع مذهب أزيريس)

يعقدون لقاءات ضخمة في المدن المصرية الكبرى والصغرى على حد سواء، لا سيما في مدينة أبيدوس، يتخللها تسيير المواكب البشرية والأناشيد وإقامة عروض التمثيل الإيمائي بذكرى ” وفاة وبعث الإله” كون الآلهة عندهم ذات صفتين إلهية وبشرية.

. في الصين أتاح الإمبراطور (كانيترك) لرعاياه فرصة امكانية الخروج على نمط الروتين والتحرر في فترات منتظمة ليتمكن من زياة التحكم في حماس المحتفلين المتصاعد.

كانت الأعياد تشكل حالة من الفرح، وهذا الفرح تطور وأخذ أشكالاً جديدة فيما تلا ذلك من آلاف السنين في الغرب الناهض أيضاُ في كل من أثينا وروما ليحتفل أهل اليونان بشكل ثاني بأعياد باخوس في إحصاء السنين قبل موعد الألعاب الأولمبية.

أما الفيلسوف (كونفوشيوس) فقد وافق وأيد إقامة احتفالات سنوية منتظمة بإقامة أعياد منتظمة عامة نظراً لما لها أهمية بالنسبة للمجتمع والتوازن الفردي الذي يتيح لرعاياه فرصة للراحة والفرح والاستجمام.

أما في روما فقد بلغت المشاركة في هذه الاحتفالات بها ثلاث مرات في السنة، وتميزت بجموح وافراط مما جعل مجلس الشيوخ يحظرها.

ومثلما تحمل الأعياد الراحة والفرح والبهجة لنفوس الجماهير المحتفلة، فإنها من جانب آخر تحمل الرحمة والمحبة والصفح، كما كانت الأعياد العامة تقام للاحتفال بعيد أحد القديسين والأباطرة.

في عصر النهضة خلال القرون الوسطى شهد العديد من الأعياد في روما، التي كانت تقام في بعض المناسبات السعيدة في محيط الأسرة المالكة على سبيل المثال أو لمناسبة زواج إحدى الشخصيات ذات المكانة المهمة جداً وكانت تقام في الهواء الطلق.

وفي المشرق أعياد كثيرة مثل عيد النيروز وعيد شم النسيم، والأعياد الإسلامية المباركة مثل عيد رمضان وعيد الأضحى. فالأعياد القديمة ارتبطت عبر تاريخها الطويل بالأديان والطبيعة والرغبة في التجدد من فرح الإنسان ومن أجل لم شمله وتجديد حياته وإظهار إنسانيته.

فالأعياد كانت وما زالت تحمل في طياتها عبقاً من الدين والتاريخ والمثيولوجيا فلنفرح جمعياً بالأعياد ونبتسم، ونشيع المحبة والتآخي والسلام.