حفل تاريخ سوريا القديم بظواهر حضارية وفكرية.. وشخصيات رائدة.. تركت بصمات مميزة في سجل التاريخ.. ورسمت الملامح الأولى لسوريا الحديثة.
وفي تاريخها الحديث رسّخت شخصيات سورية رائدة هذه الملامح.. وأنجزت سوريا التي نريد.
فكم كان سورياً.. يوسف العظمة عندما تصدى للفرنسيين في ميسلون.. حتى لا يذكر التاريخ أن الغزاة دخلوا دمشق دون مقاومة.. وشكل ظاهرة غير مسبوقة.. ولا ملحوقة.. فهو أول وزير دفاع يخوض معركة بنفسه.. ويستشهد فيها.
وكم كان سورياً.. سلطان الأطرش عندما قاد الثورة السورية الكبرى ضد المستعمر الفرنسي تحت شعار “الدين لله.. والوطن للجميع” وجاء في البيان الذي أعلن فيه الثورة: “إلى السلاح تحقيقا لأماني البلاد.. إلى السلاح تأييدا لسيادة الشعب وحرية الأمة”.
وكم كان سورياً.. إبراهيم هنانو عندما أطلق ثورة الشمال في وجه الفرنسيين.. وأنفق أمواله الكثيرة في سبيلها.. وحدد أهدافها “حفظ استقلالنا ليمكننا تأسيس موازنة عادلة على أسس الحرية والمساواة بين جميع الطوائف”.
وكم كان سورياً.. صالح العلي عندما قام بانتفاضته في وجه فرنسا بالتنسيق مع ثورة الشمال.. وانتفاضة تلكلخ.. وثورة أنطاكية.
وكم كان سورياً.. فوزي القاوقجي عندما أعلن الثورة في حماة وضواحيها لتخفيف الضغط عن الثوار في المناطق الأخرى.
وكم كان سورياً.. عياش الحاج عندما فتح جبهة ضد الفرنسيين في دير الزور ومدها إلى منطقة الفرات لتشتيت قواتهم وتخفيف الضغط عن ثوار الغوطة والسويداء.
وكم كان سورياً.. حسن الخراط ومحمد الأشمر وعبد الرحمن الشهبندر وغيرهم الكثير… عندما قاوموا فرنسا بالسلاح أو بالفكر.
وهذا.. ليس مجرد استعراض لصفحات من التاريخ السوري المشرق..
ولكنها محاولة لإنعاش الذاكرة الوطنية الجامعة لكل مكونات الشعب السوري التي حاولت القوى الظلامية طمسها عندما روجت لروح التناحر بين هذه المكونات، وقامت بتحطيم الرموز الوطنية مثل تمثال إبراهيم هنانو، والمعري.. في محاولة خبيثة لمحو هذه الذاكرة بهدف نشر الفكر الظلامي.. والعودة إلى عصور التخلف والحقبة العثمانية البغيضة.