حماة/ حمت أسود
في مشغلها الخاص بحماة تحتضن “نهال” عدداً كبيراً من الشابات الراغبات بتعلم شغل الصوف بعد أن استطاعت على مدى سنوات التوفير للكثير منهن مكاناً اكتسبن من خلاله أصول هذه الحرفة اليدوية والاتكاء عليها للنهوض بأعمالهن الخاصة ضمن المنزل وبالتالي تحمل جانب كبير من أعباء الحياة الاقتصادية الجائرة اليوم.
“نهال” 45 عاماً، أحبت العمل اليدوي منذ صغرها وأجادت مختلف صنوف الشك بالخرز ونسج الصنارة فسعت منذ العام 2011 إلى امتهان هذه الحرفة لمواجهة قسوة الحياة وضغوطاتها المتزايدة مركزة على أعمال الصوف دون سواها من الأشغال اليدوية التي تجيدها.
وأشارت إلى أنها بدأت منذ ذلك الحين بحياكة مختلف أنواع الكنزات والشالات والقبعات الصوفية متسلحة بصنارتين لا أكثر، حيث فوجئت بحجم الإقبال على منتجاتها المتنوعة وتصاميمها المنتقاة بعناية لتناسب مختلف الأذواق والصيحات العصرية مؤكدة أن عملها هذا اتسع خلال أشهر قليلة حتى باتت غير قادرة بمفردها على تلبية طلبات الزبائن المتزايدة.
كما اتخذت “نهال” في عام 2012 قرارها بافتتاح محل خاص بها وتعليم عدد من الفتيات الراغبات أشغال الصنارة لمساعدتها فكانت فرصة حقيقية لشابتين وجدتا في هذا العمل مساحة لسد جزء من احتياجاتهن الشخصية مؤكدة أنه وبمرور الوقت بات الطلب يتضاعف بشكل كبير ما دفعها لتعليم عدد أكبر من الشابات الشغوفات بالعمل اليدوي ضمن مجموعة أسستها في عام 2014 وضمت سيدات وخريجات جامعيات.
وذكرت أنه وعلى الرغم من ضغط العمل إلا أن طموحها الأكبر هو تأسيس مشغل كبير يحتوي على قسم للشغل على الآلات وآخر للشغل والنسج اليدوي وخاصة بعد أن بدأت قبل سنتين بإقامة دورات تدريبية للفتيات الراغبات بالتعلم لتأسيس مشاريعهن الخاصة.
“سنا” إحدى اللواتي استفدن من مهارات وخبرات “نهال”، والتي تمكنت من تأسيس مشروعها الخاص، بعد أن تعلمت أصول المهنة وأتقنت العمل واطلعت على تفاصيله لتصل إلى مرحلة من الإتقان جعلها تقرر أن تنطلق إلى حياتها المهنية عبر مشروع خاص بها ما لبث أن أرسى قواعده وبدأ يدرّ عليها دخلاً مجزياً، ولتكن بذلك “نهال” عماد سلسلة من الإبداع والجمال ستنمو وتزهر عبر الزمن.