لكل السوريين

عفرينينات تستذكرن احتلال مدينتهن: هل خلق العذاب والتهجير فقط لنا نحن السوريين؟

السوري/ الحسكة

لا تزال الذكرى الأليمة لاحتلال عفرين السورية حاضرة في مخيلة النساء العفرينيات اللاتي ذقن ذرعا من جراء ممارسات المرتزقة في المدينة التي مضى على احتلالها ثلاثة أعوام كاملة.

صادف ١٨ اذار في الاسبوع المنصرم الذكرى السنوية الثالثة لاحتلال مدينة عفرين، ومارست دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها كافة أشكال الانتهاكات بحق الأهالي وممتلكاتهم، حيث تم تهجير ما يقارب الـ 300 ألف مواطن، وخطف قرابة الـ 7 آلاف، وقتل المئات تحت التعذيب.

وبذكرى المأساة، أجرت صحيفتنا لقاءات مع مهجرات عفرينيات في مدينة الحسكة، ومنهن النازحة زبيدة الجبلي، التي تتساءل قائلة “ماذا فعلنا؟ ليجري بنا هذا الحال، أصبح عمري ٧٦ عاماً لم أمر طوال حياتي وأرى عذاب مثل هذا العذاب، ماذا يريد منا حفيد العثمانيين فنحن أصحاب الأرض التي عشنا بها منذ أن خلقنا نبني ونزرع ونحصد ولم نحتل أرض أحد”.

وقالت أيضاً “بعد أن استقر أهالي المنطقة ونعمنا بالأمان، ودخلت على قلوبنا راحة النفوس، اليوم يأتي جارك المجاور ليحتل أرضك ويقتل ويشرد أهلك ويدعي أنه يحررنا فممن يحررنا؟ نحن نعيش بأمن وسلام بجميع أبناء المنطقة دون تفريق بينا، وتقول بلهجتها المحلية (الله ينصر الحق وينتقم من عدونا)”.

وأضافت “تصلنا أخبار من عفرين بأن بيتنا قد نهب وسلب وتمركزت به نقطة عسكرية للمحتل التركي، وأرضنا تم قطع نصف أشجارها ولا نعلم من الآن مستولي عليها، وأتمنى أن نعود إلى ديارنا عفرين الحبيبة بعد أن تتحرر من هؤلاء المحتلين بأقرب وقت”.

أما النازحة عائشة الابراهيم قالت “نحن الشعب السوري هل خلقنا للنزوح وكتبت علينا مرارة العيش؟ تعبت أجسادنا وأنفسنا من هذا الوضع المأساوي”.

وعن نزوحها ذكرت “كنا نائمين غافلين وفجأة تنهار علينا قذائف من كل حدب وصوب، لم نعرف ما الذي حصل وأصوات بين الأهالي تتعالي من كل مكان لكن سمعت أن أحدهم يقول الجيش التركي هجم علينا”.

وأضافت “كل العالم العربي والأجنبي ألم يشاهدون ما ترتكبه تركيا والحثالة التي جمعتهم من كل مكان لتقتل وتخطف وتشرد بنا، أين أعينهم، لماذا هم صامتون؟ وكأننا لسنا بشر ووجودنا عالة عليهم فهذا كله متفق على الشعب السوري ولكن نقول (لنا الله لا ينسانا)”.

وأردفت “رغم المعاملة الحسنة من اهالي الحسكة واستقبالهم لنا في منازلهم، إلا إنه طعم العيش في بلادي عفرين له نكهة أخرى، ومع كل ذكرى سنوية لتهجيرنا تعتصر قلوبنا الماً ولكن نتمنى أن نعود لديارنا وننعم بالحياة كما في السابق بعد تحريرها من الاحتلال وإحلال الأمن والسلام فيها”.

وتستمر أحلام مهجرو عفرين بالعودة لمدينتهم، وجل ما يتمنونه هو طي صفحة التهجير الذي أنهك الجميع، والعودة إلى أرض الزيتون لينفضوا عنها غبار الحرب والاحتلال.