لكل السوريين

تأديب أم تعنيف..

أب يعذب طفلته بـ “سيخ حديد حامي” في ريف حمص

حمص/ نور الحسين 

ألقت الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها الأسرة السورية بظلالها على علاقة الآباء بأطفالهم، وتنامت ظاهرة العنف الأسري داخل الأسرة السورية، وتنوعت أشكالها بين الإهمال والتوبيخ إلى الضرب وأحياناً التعذيب.

ففي مشهد غير مألوف في مجتمعنا، بات ينذر بخطر تداعيات الحرب في سوريا، من تكرار حالات التعنيف الأسري للأطفال، والتي أفضى بعضها إلى الموت، حيث تعرضت الطفلة “ريم” ابنة الخمس سنوات للتعذيب التعنيف الأسري على يد والدها، في بلدة شين بريف حمص الغربي، حيث ألقت شرطة ناحية شين القبض على المدع “أ،ح” الذي عمد إلى تعذيب طفلته بحجة تربيتها.

وذكر مصدر في شرطة محافظة حمص بإن بلاغاً ورد لشرطة ناحية شين بتعرض طفلة اسمها “ريم” تبلغ من العمر خمس سنوات للتعنيف الجسدي الأسرى، من قبل والدها في البلدة مضيفاً أنه على الفور تم توجيه دورية إلى المنزل لإجراء التحقيقات، مبيناً أنه تم الكشف على الطفلة من الطبابة الشرعية بحمص، تبين تعرضها لحروق وكسور مفتعلة وكدمات ورضوض.

وأوضح المصدر أنه تم إلقاء القبض على الأب “أ،ح”، ومن خلال التحقيق معه اعترف بإقدامه بشكل متكرر على ضرب طفلته بيديه، وتهديدها بسيخ حديد “حامي” بحجة تربيتها مشيراً إلى أنه تم تنظيم الضبط اللازم، وإحالته إلى القضاء المختص لافتاً إلى أن الطفلة سُلمت إلى عمها لمتابعة علاجها من آثار التعذيب ورعايتها.

بدوره تحدث رئيس مركز الطبابة الشرعية بحمص الدكتور بسام المحمد إنه تم الكشف على الطفلة “ريم” البالغة من العمر خمس سنوات في المركز، وتبين أنها أصيبت بكدمات رضية انطباعية إصبعية، سحجات ظفرية متوضعة حول العنق، مشيراً إلى أن بعضها حديث وقسم كبير منها قديم، يعود إلى فترات زمنية مختلفة، إضافة إلى كدمات وسحجات مماثلة في مناطق متفرقة من جسد الطفلة.

وبحسب مصادر أهلية، ذكرت أن الأب منفصل عن الأم ويقوم على تربية الطفلة “ريم” مع زوجته الثانية التي تحسن تربيتها والتي تتعرض بدورها للتعنيف من قبل زوجها، مشيرين إلى أنه تكفل عدد من أهالي البلدة بدفع تكاليف علاج الطفلة من أدوية وعمليات جراحية.

إن ظاهرة العنف ضد الأطفال في ازدياد في سوريا، ويجمع خبراء على أن توعية الأهل بضرورة التعامل مع الطفل بأسلوب صحيح، والاستماع إليه واحتوائه والتخفيف من تأثير الضغوط النفسية عليه، وتوجيههم للامتناع عن بضربه وتوجيه الكلمات والأوصاف النابية إليه، يشكل حجر الأساس في الحد من الظاهرة.