لكل السوريين

تحــدّيـات تربـيــة الـنـحــل في حـمــاة

حماة/ حكمت أسود ـ 

في قرية “طيبة الإمام”، الواقعة شمال محافظة حماة في سوريا، يرتدي “أبو محمد” لباس الحماية الأبيض الواقي من لسعات النحل وهو في طريقه لتربية خلايا النحل، مصدر رزقه لإعالة أطفاله وأسرته.

حيث يشهد قطاع تربية النحل وإنتاج العسل في محافظة حماة نمواً مطرداً وإقبالاً من المربين كونه لا يحتاج إلى رأسمال كبير في وقت يعود على صاحبه بمدخول مادي يصل إلى حد الاكتفاء إذا تفرغ النحال لهذا العمل.

وقد كانت تربية النحل مهنة رائجة لدى الكثيرين من أبناء حماة بسبب وفرة الغطاء النباتي عبر مختلف فصول السنة، كل ذلك جعل من أراضي المحافظة مراعٍ خصبة وبيئة مناسبة لتربية النحل التي انتشرت بشكل كبير، حتى باتت المهنة الرئيسية والوحيدة لعدد لا بأس به من الأهالي.

وتتركز تربية النحل في كل من مدينة حماة وريفها حيث وصل عدد الخلايا إلى 42 ألف خلية وهي في ازدياد مضطرد مع تزايد عدد المربين إلى أكثر من 1650 مربياً.

وعن مهنته يذكر المربي “أبو محمد” أن تقلبات الظروف المناخية تشكل إحدى أهم الصعوبات التي تعترض هذه المهنة كما أن عملية ترحيل الخلايا من مكان لآخر ترهق المربي وتزيد من تكاليف الإنتاج ما يتطلب تأمين محميات طبيعية لتربية النحل وزراعتها بالنباتات العطرية وإكثار سلالات النحل المحلي نظراً لمقدرته على التأقلم مع الظروف البيئية والمناخية وإيجاد جهة متخصصة في مجال تسويق المنتج وتفعيل دور جمعية النحالين بحماة.

وخلافاً لبعض المهن الأخرى، فإن الجدوى الاقتصادية لتربية النحل لم تتراجع خلال سنوات الحرب، وتطور المردود المادي لها بشكل متسق مع التغيرات العامة لسعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية وأسعار المواد اللازمة للمربي، كالشمع الصناعي وبعض الأدوية المستخدمة للنحل.

وفي مديرية زراعة حماة يعتبر رئيس شعبة النحل المهندس فايز هنداوي أن العمل في تربية النحل سهل لكنه يحتاج إلى بعض الخبرات والأهم المتابعة والمراقبة المستمرة من قبل النحال ووضع سجل خاص يدون عليه النحال حال النحل وإنتاجيته.

ومع أن “هنداوي” أكد أن شعبة النحل تشرف وتتابع عمل المناحل في المحافظة وتتواصل مع المربين من خلال الدوائر الفرعية والزيارات الحقلية للتعريف بأهم الأمراض التي تصيب النحل والطرق المناسبة لزيادة الإنتاج وضمان سلامة الخلايا وتوجيههم للطرق المناسبة للعلاج وإقامة ندوات إرشادية مكثفة.

إلا أن المربون يؤكدون أنه لا يوجد أي دور مساعد أمام ضيق مساحات المراعي الخضراء وصعوبات تربية النحل من قبل الجهات المعنية سواء في مديريات الزراعة أو المجالس المحلية في القرى والبلدات المختلفة.