لكل السوريين

أساليب مختلفة لسرقات عمال محطات الوقود في وسط سوريا

تقرير/ بسام الحمد

تعتبر أزمة الطاقة في سوريا العامل الأكثر تأثيراً في العجلة الاقتصادية، ويمكن ملامسة هذا التأثير في أبسط صوره بانعدام البقشيش مؤخراً الذي كان يحصل عليه عمال محطات الوقود، لكن من يريد الغش لا يعدم الوسيلة.

في كل مرة، يصطف السائقون في محطات دمشق محضرين مسبقاً المبلغ بدقة دون أي زيادة كان يقتات عليها عمال المحطات، ويعتري السائقون الشك نتيجة تعرضهم للغش سواء بنوع البنزين المخلوط بمواد أخرى أو كميته.

يحسب السائقون الآن سعة خزانهم بدقة تامة ومعدل استهلاك مركباتهم للوقود، وبعد أن كثرت الشكاوى على المحطات في حمص وحماة أيضاً، ويقول عمال إن المحطات لا يمكن ولا بأي شكل من الأشكال أن تعتمد على بيع البنزين بشكل نظامي فقط، لكن هناك بعض طرق التلاعب التي لا يعلم بها العاملون أو يعلم بها بعضهم فقط دون غيرهم، وتلك الطرق لها علاقة بحساسات إلكترونية أو سعة الخزانات نفسها وغيرها من تفاصل لا تتم مشاركتها مع العاملين.

تلك هي أساليب غش ضخمة يعمل عليها صاحب المحطة وبعض عماله فقط، لكن هناك الكثير من أساليب الغش التي يلجأ إليها العمال وبعلم صاحب المحطة، حيث أن الفترة الأخيرة تعتبر من أسوأ الفترات على عمال المحطات، حيث لم يعد الزبائن يتركون لتراً واحداً لهم، ولم يعودوا يعطونهم أي بقشيش كما السابق.

ونتيجة عدم كفاية المخصصات للسائقين، يشترون البنزين من الشوارع وبالتالي قد تصلهم الرسالة عبر البطاقة الذكية لكن خزان وقودهم لا يتسع إلا لـ 22 لتراً مثلاً من أصل 25 لتراً، ويقول عمال محطات في السابق كان السائق يترك لنا لتراً مثلاً مقابل أن يقوم بتعبئة عبوة بلاستيكية، أو يبيع ما تبقى لنا بالسعر المدعوم، ونحن كنا نبيعها بالسعر الحر لسيارات أخرى أو لأصحاب المولدات بعد تجميعها، أو لسائقي الدراجات النارية.

مؤخراً كل شيء تغير، فالسرقات بالطرق التقليدية باتت أقل، وذلك نتيجة وعي السائقين، والبقاشيش انعدمت نتيجة ارتفاع سعر البنزين، ما دفع عمال بعض محطات الوقود لابتكار طرق جديدة قد لا يمكن أن يكتشفها الزبون.

ومنها طريقة تتم باتفاق مع صاحب المحطة، وهي تعليق العمال حقائبهم أو أكياس سوداء فوقها سترهم إلى جانب المضخة، وفي قلبها بيدونات صغيرة أو عبوات بلاستيكية، يقومون بين كل تعبئتين أو ثلاثة، بتفريغ الرواجع من البنزين العالقة في الخراطيم الطويلة، التي تكون مطوية أكثر من طوية عند التعبئة، لذلك تتجمع بعض اللترات في منحنياته بعد أكثر من تعبئة.

ومن الأساليب الأخرى الأكثر أماناً، هي أخذ أجرة تعبئة البيدونات والعبوات البلاستيكية من الزبائن، حيث يطلب بعض الزبائن الذين تصلهم رسالة التعبئة وخزانات مركباتهم ممتلئة بتعبئة المخصصات في بيدونات لاستخدامها للمولدات أو بيعها حتى، وهنا يطلب العامل أجرة التعبئة 10 آلاف ليرة أو أكثر، أو لترين من البنزين ليقوم ببيعهم بسعر السوق السوداء.