لكل السوريين

للوصول لشباب واعٍ ومثقف… مثقفون وشباب يشددون على التمسك بمطالعة الكتب

تقرير/ حسن الشيخ

أكد شبان ومهتمون بمجال الثقافة بعين عيسى على أهمية التنوير والتثقيف من خلال الوسائل التقليدية في وقت انتشرت فيه وسائل التصفح الإلكتروني محذرين من مخاطرها، وأهمية محتوى ومضمون القراءة وموثوقيتها.

ومع انتشار الوسائل الإلكترونية في التصفح والتنوير يرى مثقفون بأنها لا تشكل بديلاً للقراءة التقليدية من خلال مطالعة الكتب الموثوقة كالتاريخية والسياسية والثقافية ويعولون عليها كمصدر مهم لتنشأ جيل مثقف وواعي في عصرنا الحالي الذي غزته الوسائل الالكترونية، وشبكات التواصل الافتراضية ومخاطر تأثيراتها السلبية على الشرائح المجتمعية وخاصة الشباب.

وعليه تهتم مكتبة الشهيد مصطفى شكري بعين عيسى بثقافة قراءة الكتب، وتعمل على توفير الكتب لروادها من المهتمين والمثقفين من خلال ما تحويه من كتب متنوعة، والعمل على نشر ثقافة قراءة الكتب.

وكانت لجنة الثقافة والتنوير في مجلس مدينة عين عيسى قد افتتحت مكتبة الشهيد مصطفى شكري بعين عيسى في السابع عشر من شهر تموز 2024.

الاهتمام بالكتاب للحصول على المعلومة

وبهذا الصدد بين أحد رواد المكتبة الشاب محمد خليل بأنه يتوجه بشكل دائم إلى المكتبة بعيداً عن هاتفه الذي يعج بمصادر كثيرة، ولكن هنالك شكوك بمصداقيتها لذلك يطالع الكتب الموثوقة والمعروفة لأخذ المعلومة، وهو مولع بالكتب التاريخية بشكل خاص، ويحب مطالعتها، وخاصة مع توفر بعضها داخل المكتبة حيث تتمتع هذه الكتب بأسلوب رائع وسردي الممتع، بالإضافة إلى الاستفادة من الوقائع التاريخية التي يمكن إسنادها إلى أحداث حصلت، واستنتاج وقائع حالية.

وأضاف بأن لديه اهتمامات بقراءة الكتب الفلسفية، وخاصة المتعلقة بتاريخ شعبه وشعوب المنطقة، والعشائر المكونة لها، ويعمل على مقارنة المعلومات بالمواقع الإلكترونية في كل مرة يحصل على معلومة جيدة، وما توفر من كتب للمقارنة أحياناً، ويستعين أيضاً بكبار السن وأشخاص مثقفين عن وقائع تاريخية حدثت، لتبيان صورة الأوضاع الحالية التي نعايشها في الوقت الحالي.

وحول نواقص المكتبة قال: “بأن المكتبة تفتقد بالطبع للكثير من الكتب الهامة، ولكن كون مكتبة الشهيد شكري مصطفى في بدايتها فهي خطوة جيدة للتشجيع على مطالعة الكتب وخاصة عند الفئة الشابة، وتحسب بشكل إيجابي لصالح لجنة الثقافة والتنوير”.

وطالب في نهاية حديثه بزيادة مخزون المكتبة من الكتب القيّمة، ورفدها بصالة للقراءة أكبر، وتنظيم عملية استعارة الكتب، أو إيجاد اليات أخرى تسهل الحصول على الكتب واقتنائها، ومشجعاً الشريحة الشبابية إلى ارتياد المكتبات العلمية والثقافية في كل مكان لتكوين جيل مثقف وواعي.

“تثقيف الأجيال” والتمسك بالهوية

من جانبه شدد المشرف على المكتبة إبراهيم العيسى على أهمية عملية التثقيف في المنطقة برغم تواضع الإمكانيات بهذا الخصوص، ومبيناً بأن البوادر ايجابية لتوسيع عمل المكتبة، والاستعانة باللجان الأخرى في المقاطعة أو في باقي المقاطعات لاستعارة الكتب، والاستفادة من خبرتهم في مجال إدارة المكتبات في المرحلة المقبلة.

وحذر العيسى من مخاطر الاستعانة بالوسائل الإلكترونية كوسيلة لتثقيف بالمطلق، وإهمال اقتناء الكتب ومطالعتها، بل يجب العمل على تشجيع ثقافة قراءة ومطالعة الكتب العلمية والثقافية والتاريخية وغيرها للفئات عامة، وخاصة الشريحة الشبابية التي تحنو منحنا خطير في هذا العصر، ومخاوف تشويه الهوية الحضارية والتاريخية لشعوبنا.

وختم بالقول: “نهدف إلى نشر ثقافة القراءة والتنوير وخاصة للجيل الناشئ، وتنمية بذرة الثقافة وحب المعرفة في وقت انتشر فيه وسائل التكنولوجيا الحديثة، والعادات والتقاليد الدخيلة، وغسل الأدمغة عبر أجندات الدول المعادية للشعوب.

وتنظم لجنة الثقافة والتنوير بمجلس مدينة عين عيسى برنامج عمل ليتمكن زوار المكتبة من المهتمين والقراء والمثقفين للوصول إليها، والحصول فرصة لمطالعة الكتب داخل المكتبة برغم الإمكانيات المتواضعة لها.