حمص_ تتحمل المرأة العاملة في شهر رمضان جهدا مضاعفا، لأنها تجمع ما بين ضغوط العمل والتزاماته، كذلك البيت ومتطلباته.
“أم حسن” تحضر عادة قبل حلول شهر رمضان بعض الأصناف الغذائية التي تساعدها في اختصار الكثير من الوقت في المطبخ خلال “رحلة الطبخ” اليومية، كما تسميها.
وعلى الرغم من أن ساعات العمل خلال شهر رمضان أقل من الأشهر الأخرى، إلا أن أم حسن تعود للبيت لا تستطيع أن تأخذ قسطاً من الراحة بل تباشر بالبدء بتحضير سفرة رمضان، بالإضافة إلى باقي الأعمال المنزلية التي تترتب عليها، خصوصا وأنها تخرج بعد الإفطار للسهر مع عائلتها وأبنائها.
وتقول “أم حسن” إن حالتها هي مشابهة لأغلب الأمهات العاملات، اللواتي يخرجن للعمل منذ ساعات الصباح، بعد ساعات سهر طويلة قد تمتد للفجر، إلا أنهن يقمن بأعمالهن على أكمل وجه، حتى تجد الأسرة ما يرضيها على سفرة الطعام الرمضانية.
“نهال” أيضاً والتي تعمل في إحدى المؤسسات الحكومية، تشعر بالارتباك في رمضان، حيث لا يسعفها الوقت لتحضير سفرة رمضان، لدرجة أنها تبدأ بتحضير الطعام منذ الدقيقة الأولى لعودتها من العمل، بعد أن تقوم بأخذ أطفالها من الحضانة.
وتعتقد نهال أن الأم العاملة يقع على عاتقها عبء أكبر في معظم الأوقات، إلا أنه يزيد خلال شهر رمضان.
وعلى الرغم من التعب المضاعف على الأم، إلا أنها تكون سعيدة بعد أن ينتهي يومها بإرضاء عائلتها، وتخصص وقتا لنفسها بعد ذلك لقراءة القرآن، والصلاة، كما تجد الوقت لقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء.
وتبقى العزائم الرمضانية، هي الهم الأكبر أحياناً على المرأة العاملة، إذ تقوم بالتحضير لأي عزيمة قبل أيام، وعادة ما تختار توقيت عطلة جمعة وسبت، لدعوة ضيوفها على الإفطار، ليتوفر الوقت الكافي للتحضير.
وتلفت نهال أيضاً إلى أهمية مساعدة الزوج لزوجته خلال شهر رمضان بالتحديد، فهي تخرج للعمل مثله تماماً وتعود مسرعة لتحضير المائدة، ومتابعة شؤون المنزل.
يذكر أن أعباء النساء تزايدت وقد تحوّلن لأغلبية في المجتمع السوري نتيجة غياب الرجال بعد أعوام الحرب، فأينما التفتنا لا بد أن نجد سيدة تعيل أسرة أو أسرتين وربما أكثر؛ فهناك جدّات مسؤولات عن عائلات أولادهنّ بعد وفاتهم أو غيابهم، وأمهات اضطررن لتحمل عبء تربية أطفال صغار وحدهنّ، بعد أن فقدن أزواجهنّ وآباءهنّ وأخوتهنّ.