لكل السوريين

الراحل أحمد عسكر: أحد أبرز نجوم كرة القدم في نادي الفتوة في الثمانينات

يُعد الراحل أحمد عسكر من أبرز لاعبي كرة القدم في تاريخ نادي الفتوة ومن الجيل الذهبي الذي حقق العديد من الإنجازات في ثمانينات القرن الماضي. فقد تميز ببنيته القوية وقدرته الفائقة على التسديد من مسافات بعيدة، فضلاً عن لعبه بثقة وهدوء، مما جعله محبوباً لدى جماهير الكرة في دير الزور.

وُلد أحمد عسكر في عام 1964 في دير الزور، وبدأ مشواره الكروي في فرق الأحياء الشعبية قبل أن يظهر براعته في دوري المدارس الابتدائية. ومنذ نعومة أظافره، لفت الأنظار بمهاراته الفائقة، وشارك في منتخب مدارس دير الزور الذي كان يتصدر البطولات المركزية باستمرار، مع مجموعة من اللاعبين المميزين مثل جمعة الحسين وعوض أملح ورياض المتعب.

في وقت لاحق، تم ضمه إلى فريق صغار نادي اليقظة الرياضي، حيث طور مهاراته تحت إشراف المدرب عماد عمر، الذي كان له دور بارز في تطور مستواه. ورغم تطور أدائه، لم يستمر عسكر في نادي اليقظة، حيث انتقل إلى نادي الفتوة في فئة الشباب، ومن ثم تم ترفيعه إلى فريق الرجال. هناك، أصبح من الأركان الأساسية للفريق، وأسهم في تحقيق العديد من الإنجازات التي جعلت الفتوة في مقدمة الأندية السورية، أبرزها الفوز ببطولة كأس الجمهورية السورية لأربعة مواسم متتالية بين 1988 و1991، إضافة إلى بطولة الدوري السوري لموسمين متتاليين، وكأس السوبر السوري 1991.

من أبرز ذكريات مشواره مع الفتوة، كان أحمد عسكر صاحب التمريرة الحاسمة التي أهدت زميله محمود حبش هدف الفوز في نهائي كأس الجمهورية ضد فريق تشرين، كما سجل هدفه الشهير ضد نادي الكرامة في مباراة أهدت الفتوة ثالث ألقابه.

وبدأت مسيرته مع المنتخب الوطني في عام 1982 بدعوة لمنتخب الشباب، حيث فرض اسمه كلاعب مميز ليتم دعوته لاحقاً إلى منتخب الرجال. شارك عسكر في تصفيات كأس آسيا 1986 في إندونيسيا وتصفيات كأس العالم في الطائف مع منتخب سوريا ضد العراق. كما دعي للمشاركة في دورة البحر الأبيض المتوسط في اللاذقية 1987 وكأس العرب 1988.

عاصر أحمد عسكر العديد من النجوم في فريق الفتوة ومنهم الكابتن أنور عبد القادر وحسان موسى وعيسى شريدة وبسام النوري، كما شارك مع لاعبي المنتخب الوطني من أمثال عبد القادر كردغلي ونزار محروس ومالك شكوحي.

بعد اعتزاله كرة القدم، انتقل أحمد عسكر إلى مجال التدريب، حيث شارك في العديد من الدورات التدريبية التي أقامها الاتحاد السوري لكرة القدم. عمل مع فرق متعددة منها نادي الفتوة، سواء كمدرب مساعد أو كمدرب للفريق الأول، بالإضافة إلى تدريبه لأندية الدرجة الثانية مثل البوكمال والشباب والفرات.

للأسف، تعرض الراحل لأزمة صحية مريرة وصراع طويل مع المرض الخبيث الذي أودى بحياته في شهر نيسان من عام 2014، تاركاً وراءه إرثاً كبيراً من الإنجازات والذكريات الطيبة في ذاكرة عشاق كرة القدم في دير الزور وسوريا.