لكل السوريين

أهمها البندورة والفليفلة الحمراء.. سوريات يبدعن في تأمين حاجياتهن الرئيسية

لطالما كانت المرأة السورية سباقة في تأمين كافة المستلزمات المنزلية؛ بأقل التكاليف الممكنة، من  خلال إعداد المواد الغذائية وتخزينها من خضار وفواكه ومخللات وغيرها، ويعدُّ فصل الصيف بتنوع موارده ووفرتها مساعدًا في تجهيز المأكولات وتبيسها وحفظها ليتم استعمالها في بقية أشهر العام، وخاصة البندورة والفليفلة الحمراء.

فمع حلول الصيف من كل عام، تبدأ الأسر السورية بتأمين وإحضار حاجتها من الخضار من بندورة وفليفلة حمراء وملوخية وباذنجان لبيتها، وذلك حسب إمكانية كل عائلة وقدرتها على الشراء بالأسعار المطروحة في الأسواق، التي تكون أرخص من بقية الأشهر.

إن وجود المونة في المنزل يحقق نوعًا من الاكتفاء الغذائي للمنزل، كما يساعد في تقليل المصروف، حيث توفر العائلة مبالغ إضافية أثناء شراء الخضار في موسمها، وخاصة عندما يكون عدد أفراد الأسرة كبيرًا، وبحاجة كميات لسد احتياجاتهم، فيتم الاعتماد على أصناف الطعام المتوفرة في المنزل والمعدَّة مسبقًا.

في محافظة السويداء اجرت صحيفة السوري لقاء مع عدد من رباة المنازل، والتحدث عن كيفية التخزين وفوائده، والامكانيات الموجودة.

السيدة خالدية من اهالي قرية كناكر وهي ربة منزل، تحدثت عن انشغالها معظم أيام الصيف في إعداد وتجهيز المونة، حيث تبدأ بتجهيزها من شهر حزيران وحتى شهر أيلول، وتُعِد خلال هذه الفترة البندورة المطبوخة وتضعها في مطربانات مُحكَمة بعد تقطيعها، وتصنع دبس البندورة من عصيرها أيضًا، كما وتعتمد على الفليفلة الحمراء في صناعة المكدوس.

وتضيف: “أحفظ الفليفلة الحمراء بطريقتين، منها ما يتم تجفيفه تمامًا ثم يُطحن، ومنها ما يجفف قليلاً ليفرم بعد ذلك ويطبخ على نار هادئة وهو ما يدعى (دبس فليفلة)، الذي يستعمل في صنع المحمرات، ويضاف إلى أكلات الكبة الشهيرة كالمشوية والمقلية والنية، كما يصنع منه أقراص بالزعتر بإضافة دبس الفليفلة الحمراء إلى اللبن المطبوخ وإضافة بقية المكونات من زعتر أخضر وبصل.”

الموسم الصيفي مصدر دخل للمزارعين:

ومن جهة أخرى فإن المزروعات الصيفية من بامية ولوبياء وفاصولياء وخيار وغيرها تشكل مدخولًا جيدًا للمزارعين العاملين فيها، لاسيما في الأماكن الخصبة الوفيرة بالمياه، حيث إن هناك قسمًا كبيرًا من الأهالي يعتمدون على المواسم الزراعية في تأمين معيشتهم.

 

يعمل (أبو أحمد) وهو نازح من ريف إدلب الجنوبي في قطعة أرض صغيرة تحيط بالمنزل الذي استأجره قبل أكثر من عام في بلدة دير سمعان في ريف حلب الغربي، ويخبرنا بأنه لا يستطيع العيش بدون زراعة الخضروات، وهي مهنة متوارثة لديهم في العائلة، واشتهروا بها على مستوى القرى المجاورة لقريتهم بجودة الأنواع التي ينتجونها، يقول أبو أحمد: “استأجرت قطعة أرض بجانب المنزل الذي أقطن به وعائلتي، كي أزرع بعض الأنواع من الخضروات كالبندورة والبطيخ والباذنجان، وتساعدني في ذلك زوجتي وأطفالي، وذلك من أجل تأمين مستلزمات البيت من المونة أولاً، وللاستفادة من ثمن الفائض منها، وأتصرف به في سد احتياجات المنزل الأخرى، من تسديد الآجار ومتطلبات كثيرة.”

موضحًا بأن الأمر اختلف بالنسبة إليه بشكل كبير عن الفترة التي سبقت نزوحهم، حيث كانت الأرض سابقًا ملكًا لهم وخصوبتها أكبر، لاسيما توافر المياه الجوفية، التي توفر عليه ثمن الماء، ويكون بذلك إنتاج المزروعات أكثر، في حين إنه يعتمد في زراعته الحالية على قسمين، منها ما هو بعلي والآخر مروي.

وتدخر الأسر السورية أصنافا متعددة من المأكولات عبر إعدادها بكميات كبيرة في مواسمها، وتجفيها وحفظها، مثل صناعة المربيات التي غالبًا ما تكون في فصل الصيف، لاعتمادها على أنواع من الفاكهة الصيفية، فضلًا عن المخللات وأنواع الزيتون، والمكدوس ودبس البندورة، والملوخية.

ويأمل الأهالي في الشمال السوري في توفير مؤنهم لهذا العام من الخضروات بأسعار مناسبة، تمكن ذوو الدخل المحدود من ادخار مونة الشتاء دون أعباء لسد احتياجات أسرهم.