لكل السوريين

الأثاث الجديد محظور.. الدمشقيون يتجهون لشراء “الستوك” لفرش منازلهم، والسبب كالعادة اقتصادي!

دمشق/ روزا الأبيض 

توجه معظم أهالي مدينة دمشق إلى شراء الأثاث “الستوك” والقديم بعد ارتفاع أسعار المفروشات ذات الصناعة المحلية بشكل كبير، تزامناً مع ارتفاع سعر المواد الداخلة بهذه الصناعة من الخشب والإسفنج والأقمشة ذات النخب الأول، وقد بدا واضحاً الركود في حركة البيع والشراء لهذه البضاعة، في حين شهدت الكثير من المعارض التجارية للمفروشات ذات النخب الرابع إقبالاً كبيراً على الشراء، خاصةً الشباب المقبلين على الزواج، ومعظم الأسر التي فقدت أثاث منزلها خلال سنوات الحرب.

وعلى الرغم من عودة معظم ورشات الموبيليا إلى عملها خلال الأعوام الأخيرة إلا أنها تعرضت لعدة صعوبات أخذت تزداد يوماً بعد يوم ودفعت بهذا القطاع إلى البدء برفع الأسعار بنسبة لم تُشهد من قبل، حيث تجاوز سعر غرف النوم ذات المستوى المتوسط 3 مليون، ووصل سعر الكنبة الواحدة إلى 900 ألف ليرة.

وأرجع أصحاب هذه المهنة السبب للأزمة التي مرت بها البلاد، وهجرة الكثير من اليد العاملة بعد أن فقدوا ورشاتهم، بالإضافة للعقوبات الاقتصادية حيث واجهت أغلب الورشات صعوبات جديدة من نقص المواد الأولية وارتفاع سعرها في حال توفرت، مما أدى إلى رفع سعر الموبيليا وسط ضعف القدرة الشرائية وتوجه الناس لشراء البضاعة الرديئة.

كما أكد بعض التجار على أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت أصحاب الورشات ذات الصناعة المتردية على تسويق منتجاتهم بشكل أكبر، من خلال صور جذابة للمفروشات أو إدراج عروض مثل تقديم هدايا مع أي فرش يتم شراؤه، علماً أن التاجر سيكون رابحاً بسبب اعتماده على خشب الـ Mdf في تفصيل الفرش أو الهدية مع الأثاث.

وقدر مدير البيت التجاري في اتحاد الحرفيين “خالد الفياض” العاملين في النجارة بـ76573 حرفي قبل الأزمة، أما حالياً فقد انخفض إلى نحو 40 ألف حرفي بنسبة عمل وصلت إلى 60% في جميع المحافظات، ففي ريف دمشق تراجعت نسبة العمل بالموبيليا إلى 40% وفي درعا إلى 30%، في حين وصلت إلى 60% في السويداء وطرطوس وحماة والحسكة، أما في حلب فقد بلغت 35%، مبيناً أن السبب في ضعف النشاط هو ارتفاع أسعار الخشب المستورد (الزان، اللاتيه، البلاكيه) والقشر الخاص بالتلبيس والغراء، وعدم توفر الطاقة الكهربائية بشكل مستمر، أما سبب توقف الناس عن الشراء هو الكلف العالية، حيث تجاوز سعر متر خشب الجوز المستورد الـ14 مليون ليرة، أما خشب الزان فقد تجاوز الـ5 ملايين، في حين وصل سعر برميل الغراء إلى 400 ألف ليرة، وبذلك لاتلبي هذه الورشات حاجة السوق المحلية بسبب ضعف القدرات المالية للناس والحرفي معاً.