لكل السوريين

وسط تحذيرات من أمراض.. روائح ونفايات عشوائية تجبر عوائل مدينة تدمر على إغلاق النوافذ والأبواب ليلا ونهارا

حمص/ بسام الأحمد

تجبر الروائح الكريهة المنبعثة من الصرف الصحي المكشوف في عدة أحياء بمدينة تدمر شرقي حمص، العديد من الأهالي لإغلاق النوافذ والأبواب طوال اليوم، ما جعلهم في حياة أشبه بالحياة ضمن السجون، بحسب بعض الأهالي.

وتعد مدينة تدمر من أكثر المدن السورية التي تضررت ضمن الأزمة، حيث خرجت المرافق العامة بمجملها بما فيها الصرف الصحي عن الخدمة.

وبات الصرف الصحي يثير انزعاجا بين الكثير من الأهالي، سيما وأنه لا حلول تلوح في الأفق لحل المعضلة، حيث أن البلدية شبه متوقفة عن العمل.

ويقول سليمان، أحد سكان الأحياء الجنوبية في تدمر، إن “الروائح الكريهة تمنعنا من الجلوس حتى في ساحات المنازل، كما وأن انتشار مكبات النفايات في الطرقات أدى لانتشار الحشرات التي تشكل تهديدا لنا ولأطفالنا”.

ويضيف “نضطر لاستخدام معطر وملطفات جو للتخلص من الروائح، كما وأن كل المنازل القريبة من الصرف الصحي والنفايات العشوائية تعيش في حياة أشبه بحياة السجن”.

وتنتشر مجمعات القمامة في الجهة الجنوبية والجهة الشمالية من تدمر، ويزداد خطرها بتسببها بأمراض، فضلاً عن الروائح مع بداية كل صيف.

وبدأت تلك المجمعات تتشكل وتنتشر مع بداية سيطرة القوات الحكومية على المنطقة وطرد مرتزقة تنظيم داعش منها، وبدء عودة الأهالي لها.

ويقوم عمال النظافة في تدمر بإلقاء النفايات التي يتم جمعها من الأحياء في تلك المجمعات رغم وجود المكب الرئيسي في الجهة الشرقية على بعد 5 كم عن المدينة وذلك خوفاً من انفجار ألغام أرضية ومخلفات الحرب.

وقال عمر، من سكان الأحياء الشمالية إن “بعض المكبات انفجرت فيها ألغام، ولغاية هذه اللحظة تتخوف البلدية من تنظيف الشوارع، وإزالة المكبات”.

وقام السكان ولأكثر من مرة بتقديم الشكاوى لقسم البيئة والنظافة في بلدية تدمر بضرورة ترحيل القمامة إلى المجمع الرئيسي أو إبعادها عنهم أو إنشاء مجمع جديد للمدينة أو ردم تلك النفايات، ”لكن دون جدوى”، حسب قولهم.

ولعب نقص الآليات لدى البلدية دورا في عدم إنشاء مكبات للنفايات بديل عن النفايات العشوائية المنتشرة في أحياء المدينة.

ومنتصف الشهر الماضي، قدمت البلدية طلباً لمحافظة حمص لجلب آليات والعمل على المكبات أو إجراء مناقصة بذلك عبر مقترحات قامت بها البلدية وذلك خلال كتاب رسمي لمحافظة حمص.

ورفعت البلدية “عشرات المرات” طلباً إلى محافظة حمص بضرورة تنظيف منطقة المكب الرئيسي من الألغام، لكن هناك عدم تعاون من قبل فرق مكافحة الألغام.

وتشهد جميع الصيدليات في المنطقة خلال فصل الصيف إقبالاً واسعاً من العائلات التي تسكن في الجهة الجنوبية من المدينة لشراء المعقمات والمراهم المضادة للدغ الحشرات واللسعات.

وبداية الشهر الماضي، سجلت المدينة حالة عض من كلب مسعور لشاب يسكن قرب المجمع الشمالي، حيث جرى نقله نحو المشفى الوطني وتم نقله فيما بعد إلى العاصمة دمشق لتلقي اللقاحات والمضادات اللازمة.