لكل السوريين

الوعي الزراعي يساعد على زيادة الإنتاج

احمد الإبراهيم

الزراعة هي ثروتنا الغذائية الأهم، ونظرا لطبيعة مناطقنا وخصوبتها الزراعية كانت من أهم أسباب توجه المنطقة للإنتاج الزراعي، وإن الطبيعة المناخية والجغرافية تساعد على إنتاج عدة أنواع من المزروعات الغذائية، ولعل الفترة الأخيرة بدأنا نشاهد دخول عدة أنواع من المزروعات ومنها الأشجار المثمرة وتعدد الأنواع، ولكن ما أهمية الوعي الزراعي في هذه المرحلة وما أهمية الرقابة للأسمدة الزراعية؟.

لابد أن يسبق الوعي أية عملية إنتاجية سواء صناعية أو زراعية كون الوعي يعني معرفة الاحتياجات وتقدير المخاطر ومعرفة الحلول في حال ظهور هذه المخاطر، ولكن الجانب الأهم من الوعي الزراعي تبدأ في معرفة طبيعة التربة وتكوينها المعدني، ومعرفة حاجتها من الأسمدة ونوعية الأسمدة التي تكون مساعدة لهذه الأرض ولا تضر بها.

والكل يعلم بأن هنالك مزارعين بسبب جهلهم الزراعي سببوا ضررا لأراضيهم وأنهكوها، بسبب الاستخدام الجائر للأسمدة، مما سبب ضعف هذه الأرض وقلة إنتاجها الزراعي من المحاصيل، وبعضهم الأخر استخدم أنواع لا تتناسب مع طبيعة أرضهم، مما أدى إلى هدر مالهم الخاص وقلة الإنتاج، وهذا كله يعتبر من النواتج السلبية لقلة الوعي الزراعي.

ولكن المصيبة الأكبر كانت في استخدام الأسمدة غير الشرعية والتي تسبب أمراضا خطيرة للإنسان بسبب طمعهم بالحصول على الإنتاج الأعظمي من المحصول الزراعي دون الاكتراث بالمخاطر البيئية التي قد تنتج من هذا الاستخدام وبحجم المعاناة التي قد يسببها هذا الاستخدام لأهالينا.

وهذا يوجب على المؤسسات القائمة بالعمل أن تقوم بدورها التوعوي والرقابي على الأسمدة المتوفرة بالأسواق من حيث التركيب والفعالية والمضار من استخدامها.

ولابد من إعداد برامج ترشيد استخدام الأسمدة حسب طبيعة التربة والبيئة المناخية ونوعية المحاصيل الزراعية بحيث نحصل على أفضل إنتاج وتنوع في الأسواق مما يحقق الاكتفاء الذاتي للمنطقة، وكذلك تحسين الإنتاج بحيث نكون في طليعة الدول المصدرة للخضار والفواكه والحبوب.

ولابد من وضع برامج متطورة زراعية بحيث نحافظ على الإنتاج الزراعي ونؤمن الاستقرار للبيئة الريفية وتكون هذه البرامج تناسب الواقع الحالي الذي حصل فيه الكثير من التدمير ولعديد من المستويات وكان للزراعية نصيبها من التدمير وخاصة بسبب دمار أقنية الري والمنظمات للري.

ومن هذا كله نلحظ وجوب تظافر الجهود المجتمعية والمؤسساتية للنهوض بهذا الواقع بحيث نؤمن الاستقرار الغذائي في مناطقنا التي تتصف بمساحاتها الشاسعة الخصبة ونؤمن الاستمرارية للأجيال.