لكل السوريين

منتجات تراثية تقتحم سوق الضيعة باللاذقية

اللاذقية/ سلاف العلي 

اقتحمت منتجات تراثية سوق الضبعة التراثي الذي يقام في محافظة اللاذقية على الكورنيش البحري، لتثبت النساء المشاركات أن عبق التراث الساحلي لا يزال يحافظ على استمراره رغم الحرب التي شهدتها سوريا والأزمة المستمرة فيها.

ومن خلال استطلاع سريع على تلك السوق أوضح أحد أصحاب تلك البسطات أن “هذا السوق تأسس سنة ٢٠٠٦ نحاول من خلاله إحياء تراث الآباء والأجداد والعودة إلى منتجات الطبيعة الخالية من السماد وتلوث الآلات، مثل الحلويات بدون سكر والفطائر وخبز القمح وخبز الشعير والشوفان وأنواع الحبوب والمكسرات، أما المنتج الحيواني فيتم تأمينه حسب الطلب مثل البيض والسوركة بأنواعها واللبنة والأجبان والزبدة”.

مشاركة أخرى أكّدت أنها من مؤسسي السوق “وضعت صناعاتها ضمن منتجات المرأة الريفية ومختصّة بالأعشاب ومشتقاتها من زيوت وعطور وكريمات جلدية ومقطرات وبعض المواد الغذائية والحبوب المدقوقة بالجرن الحجري والزعتر والسماق والبطم وتين الهبّول والفلافل ودبس الفليفلة والبندورة وخلّ التفاح”.

امرأة ريفية أخرى أكدت أن “قريتها بعيدة جداً عن المدينة وعملها محصور بالمواد التي تنتجها أرضها حيث تقوم بتحويلها إلى مُنتج غذائي أصلي سواء عن طريق تعليبه أو وضعه تحت أشعة الشمس، حيث تعرض منتجات غذائية مثل الشوندر المتبل بالثوم والحامض والطحينة والعدس المطحون مع البرغل حيث يسمى المجدرة المشفاية”.

وتضيف “نقوم بصناعة الفلافل المشوية البعيدة عن القلي وخطورته على الصحة، كذلك كبة اللحمة النباتية بدقيق القمح الكامل والفطائر والزيتون والزعتر وفطائر السلق والسبانخ والزعتر بالإضافة إلى المقرمشات من بسكويت بالتمر وبالفستق والكعك المالح والكعك بالزعتر، كما تقوم بصناعة كيك البرتقال وبالتمر بدون سكر وبعض المكابيس الأخرى”.

وهناك العديد من الصناعات المحلية تنافس بقوة موطنها الأصلي كصناعة صابون الغار الذي يُعد من أجود الأنواع المنافس للصابون الحلبي وكذلك الزعتر البلدي المنافس للزعتر الحلبي.

كما يضم السّوق بعض المنتجات والحِرف اليدوية ذات نكهة فنية راقية سواء بالنقش على الحجارة أو الحفر على الخشب، حيث أوضح أصحاب هذه الصناعات أن الزبون أو المواطن يطلب منتجهم بالتحديد لأنه على ثقة بما يتم عرضه في سوق معروفة لا يمكن التلاعب بمواصفاته حتى تبقى سمعتهم ضمن إطار المنتج المحلي الناجح.

جمعية سوق الضيعة هي بادرة مجتمعية محدودة لكنها بدأت تطوّر نفسها من خلال سرعة انتشار اسمها، حيث كانت آخر مبادرة لتلك الجمعية من خلال المشاركة بالحملات التطوعية ومشاركة بعض أعضاء هذه الجمعية بحملة تشجير في جبال بيت زريقة – قسطل معاف، حيث وقع على مسمعي من القائمين على تلك الحملة أن جمعية سوق الضيعة هم الأكثر تفاعلاً مع المشاركات الجماعية والحملات التطوعية وهم سبّاقون بالتواجد في جميع الأسواق والفعّاليات الشعبية بكل أشكالها.

ورغم الغلاء الفاحش الذي تشهده عموم البلاد، إلا أن المنتجات التراثية لا تزال تحافظ على انتشارها وإن كان بشكل قليل كما في السابق.