لكل السوريين

شاعر من دير الزور يوضح الفرق بين التراث السوري سابقا وحاليا

السوري/ دير الزور – عبر ما يزيد على سبعة آلاف عام تركت لنا الحضارات التي تعاقبت في سورية إرث تقافي غني جدًا في كافة المجالات، حيث كانت المدن السورية القديمة مراكز للحضارة، وبما أن الثقافة أساس يحدد مكانة المجتمع ومدى تطوره، واليوم في سوريا الوطن الام وبمعطيات التاريخ العريق عبر العصور، وما قدمته الحضارات الإنسانية المتعاقبة على مر العصور، في كافة المجالات ومنها الثقافة بكافة أنواعها العديد من مدن سورية القديمة كانت منارات للأدب والثقافة ومنطلق للحضارة.

لكن في وقتنا الحاضر نشاهد بعض التشوهات التي طرأت على هذه الحضارة وذلك بفعل فاعل، ولكن هذه التشوهات لا تميت الأصل وهو بأننا حضارة إنسانية عريقة، رغم ما يحصل من الضغوطات لطمس معالم تلك الحضارة والثقافة الإنسانية المنيرة. حول هذا الموضوع التقت صحيفتنا مع الشاعر ثامر الشمري من ريف دير الزور وهو عضو مؤسس بملتقى مثقفي دير الزور.

وقال الشمري في بداية حديثه “تتمتع سورية عموماً بإرث ثقافي عريق ومناطقنا جزء هام من الجغرافيا السورية اكتسب هذه الأهمية من نهر الفرات العظيم والحضارات التي تعاقبت على ضفافه، والأثر الذي تركته في البشر والحجر. فاللباس مثلا مستمد من العادات العربية الأصيلة التي ترتكز على الحشمة مع الميل إلى الألوان الزاهية الفرحة عند النساء، والألوان الرزينة عند الرجال وكانت العباءة الديرية في المدينة والثوب والزبون في الريف”.

وتابع “الشيء الذي لا يمكن نسيانه هو الأثر المؤذي الذي تركه في مجتمعاتنا الآمنة هو الإرهاب، بل أبشع أنواع الإرهاب حيث عمل على غرس فكر دخيل على مجتمعاتنا من تشدد لم نعرفه سابقاً، وتطرف بكل شيء فاختل المجتمع وحدثت أمور لم نكن نتوقع حدوثها حتى بالخيال في ربوعنا”.

وأضاف “مشهد القتل أصبح طبيعيا وباسم الدين لتتقبله النفوس والتضييق على الحريات العامة بلغ أقصى درجاته، ومن المعروف عن المجتمع السوري أنه مسالم منفتح على الآخر ومعتدل التدين لكن داعش أخذته قسراً إلى التشدد وإراقة الدماء، فأصبح الأخ يقتل أخاه وأبناء عمومته تحت تأثير هذا الفكر الأسود الدخيل مما ترك بعد رحيلهم تركة ثقيلة من الدم والثأر والحقد لا يستهان بها وتجتاح للتخلص منها إلى عمل كثير وجهد كبير”.

وأشار “حينما جاءت قوات سورية الديمقراطية بهدف دحر الإرهاب وكان لها ذلك فعملت مباشرة على إقامة إدارة مدنية لتقف على احتياجات مناطقنا المحررة والمنهكة من أثر الحكم الداعشي. فارتكزت على ترسيخ الحريات ونشر الفكر الديمقراطي مع اعترافنا بحدث أخطاء جلها غير مقصود، تسمى أخطاء البداية والعمل جاري على تجاوزها ولا يفوتنا ذكر أهم مبدأ وهو أن المنطقة تدار من أبنائها ولصالح أبنائها”.

واختتم حديثه بالقول، أهم شيء أن نعطي المثقفين وأهل الفكر دورهم الريادي الذي كان معروفاً لكل مجتمع يريد النهوض فالبلد يرتقي بأبنائه من أصحاب المواهب والكفاءات بعد دعمهم وتشجيعهم. فالمضاد الحيوي للفكر المتطرف هم المثقفون وأصحاب العقول الراجحة.

تقرير/ علي الأسود