لكل السوريين

بعد أن أصبحت عالة على أصحابها.. القصابة تشهد عزوف جماعي في العاصمة وأريافها

السوري/ دمشق ـ باتت مهنة القصابة عالة على القصابين في دمشق، بسبب استهلاكها الضئيل، مما أدى إلى عزوف الكثيرين عن مزاولتها بسبب إحجام الكثير من الأهالي عن شرائها لعدم قدرتهم على مجاراة أسعارها التي وصلت إلى ارتفاع لم يسبق له مثيل.

وتعد مهنة القصابة من المهن التي تدر مرابح وفيرة على أصحابها في فترة ما قبل الأزمة، وذلك لعدة أسباب أبرزها الأسعار المتدنية للحوم بكافة أنواعها سواء لحوم الأغنام أو الدواجن.

قصابون من ريف دمشق، تحدثوا لمراسلنا عن الأسباب التي أدت إلى تراجع إقبال الأهالي على شراء اللحوم وبالتالي انخفاض عدد محلات القصابين في العاصمة وريفها.

يوسف البالغ من العمر 38 عاما، وهو قصاب في منطقة قدسيا أشار إلى أنه لا يبيع طوال اليوم سوى بضع من الكيلو غرامات من الذبيحة مقارنة مع الأشهر الماضية التي كان ينفق فيها من ذبيحة إلى ذبيحتان في اليوم الواحد.

وذكر أيضا بأن بيع اليوم لا يكفي لسد مصاريف المحل من أجور ورسوم، وأنه يفكر بإغلاقه وبحثه عن مصدر رزق آخر ريثما تتحسن الأمور المعيشية في سوريا، أي أن تتهادى أسعارها لتتناسب مع مستوى الدخل المعيشي لمئات الآلاف من العائلات التي بقيت في سوريا.

وأكد عدد من القصابين بأن استهلاك اللحوم وخاصة لحم العجل تراجع بنسبة كبيرة، وخاصة بعد عيد الفطر، مما أدى لتشارك أكثر من قصاب في عجل واحد ليتم ذبحه، ومن بعده يتقاسمونه، أما في الماضي القريب فكان كل قصاب يحتاج لعجل يوميا.

وفي هذه الآونة تجاوز سعر الكيلو الواحد من لحم الغنم حاجز الـ 12 ألف ليرة سورية، ولحم البقر 10 آلاف، وشهدت بعض أرياف العاصمة إقدام الأهالي على شراء اللحوم بالغرامات، وهذا ما أكده عدد من القصابين بأن أكثر الزبائن يشترون في أحسن الأحوال كمية لا تتعدى 400 غرام.

قصابون تركوا المهنة واتجهوا لمهنٍ أخرى

أدى تراجع حركة بيع اللحوم وشرائها إلى عزوف عدد من القصابين عن المهنة، واتجاههم لامتهان مهن أخرى تدر عليهم ربحا يسيرا يجابهون من خلاله مرارة المعيش وصعوبته، ومنهم القصاب محمود، الذي يقطن في الغوطة، والذي أوضح أنه ترك مهنة القصابة واتجه إلى تجارة المواشي.

محمود أكد أن امتهانه لتجارة المواشي ساهم إلى حد ما في تحسن وضعه، بعد أن كان في حالة ركود من جراء عزوف الأهالي عن شراء اللحوم بنوعيها ’’الحمراء والبيضاء’’.

وبصفته أصبح تاجرا مبتدأ، أشار محمود إلى أنه اكتشف السبب الحقيقي لارتفاع أسعار المواشي، حيث قال “بعد أن أصبحت تاجر مواشي الآن عرفت لماذا يرتفع سعرها، أغلبها يتم إخراجها خارج البلاد، وعلى مرأى الحكومة، وبعض التجار إن لم يكن أغلبهم يتعاملون من ضباط ومسؤولين في عمليات التهريب، وهذا انعكس سلبا على السوق”.

تقرير/ سعد ناصر