لكل السوريين

الجفاف يهدد وسط سوريا

حماة/ جمانة الخالد

تشهد محافظة حماة انخفاضاً كبيراً في كميات المياه المخزنة في سدودها، ما يثير قلق المزارعين والمواطنين على حد سواء، وسط تزايد المخاوف من تداعيات الجفاف على مياه الشرب والمحاصيل الزراعية خلال فصل الصيف.

ووجدت دراسة جديدة أن الجفاف الذي يضرب المنطقة منذ 3 سنوات، والذي تسبب في مواجهة ملايين الأشخاص في سوريا والعراق وإيران شح المياه، لم يكن ليحدث لولا تغير المناخ الذي يسببه الإنسان.

يعود سبب الجفاف في غرب آسيا، الذي بدأ في تموز/يوليو 2020، في الأغلب إلى أن ارتفاع درجات الحرارة بصورة أعلى من المعتاد تؤدي إلى تبخر الأمطار القليلة التي تساقطت، وفقا لدراسة أجراها فريق من علماء المناخ الدوليين.

ووفقاً لمدير الموارد المائية في حماة، المهندس مصطفى سماق، فقد بلغ حجم المياه المخزنة في سد الرستن حالياً 54 مليون متر مكعب، مقارنة بـ 114 مليون متر مكعب في الفترة ذاتها من العام الماضي، ما يعكس انخفاضاً حاداً في المخزون المائي.

أما سد محردة، فلم تتجاوز الكميات المخزنة فيه 9 ملايين متر مكعب، وهو أيضاً أقل بكثير من مستويات العام الماضي. وينعكس التراجع في الموارد المائية بشكل مباشر على توفير مياه الشرب، لا سيما مع احتياج العاصمة دمشق وحدها إلى أكثر من 350 ألف متر مكعب يوميا.

ومع انخفاض معدلات الهطول المطري، يتوقع أن تتراجع التغذية المائية للآبار والمخازين الجوفية، ما قد يؤدي إلى تفاقم أزمة المياه في فصل الصيف، حيث تتزايد معدلات الاستهلاك وتشتد أزمة العطش.

وعلى الجانب الزراعي، يثير استمرار انخفاض المخزون المائي تساؤلات حول مصير المحاصيل، وفي مقدمتها القمح، الذي يتطلب كميات كافية من الري لضمان إنتاج جيد. ومع تكرار موجات الجفاف واشتدادها، يصبح مستقبل الأمن الغذائي مهدداً بشكل أكبر.

في ظل هذه الأوضاع، يشدد الخبراء على ضرورة عقلنة استخدام المياه، سواء في القطاع الزراعي أو في مياه الشرب، عبر تحسين كفاءة الري، وصيانة شبكات المياه، والحد من الهدر، لضمان الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة.

تعاني سوريا بشكل عام من تراجع في مواردها المائية، نتيجة تغير المناخ، والجفاف المتكرر، والتعديات على مصادر المياه، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية من جراء الحرب.

ومع استمرار تراجع الهطولات المطرية، تتزايد الحاجة إلى استراتيجيات فاعلة للحفاظ على المياه، لتجنب أزمة قد تمتد آثارها لسنوات قادمة.