لكل السوريين

تحت مسميات مضللة.. بدأ الاجتياح الإسرائيلي للجنوب اللبناني

في ظل قلق المجتمع الدولي من احتمال تصعيد أكبر وتوسع الحرب، وتحذيره من أن أي اجتياح واسع النطاق سيؤدي إلى معاناة إنسانية كبيرة، بدأت إسرائيل باجتياح الجنوب اللبناني مع بداية الشهر الحالي “بعملية عسكرية محدودة”، واستهدفت مواقع حزب الله في المناطق القريبة من الحدود والقرى القريبة التي تشكل تهديداً فورياً على المستوطنات في شمال إسرائيل، حسب بيانات الجيش الإسرائيلي.

وأعلنت إسرائيل استعدادها لتوسيع العمليات العسكرية إذا تطلب الأمر، وطلبت من السكان في مناطق الجنوب إخلاء قراهم قبل بدء هذه العمليات.

ونفى حزب الله حدوث أي اجتياح بري كبير، وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية قامت بغارات محدودة داخل الأراضي اللبنانية.

وأعلن عن تفجير عبوات ناسفة بهذه القوات خلال محاولاتها التسلل إلى جنوب لبنان، ومن بينها تفجير عبوات ناسفة بقوة لواء غولاني التي كانت تحاول الالتفاف غربي مارون الراس.

وقال الحزب في بيان: إن المواجهات مع المتسللين أوقعت قتلى وجرحى في صفوفهم، بينما تسببت الصواريخ التي أطلقها باندلاع حرائق في بلدة المطلة شمالي إسرائيل.

خسارة المعركة الأولى

تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن ملابسات الخسارة الثقيلة التي تكبدها الجيش الإسرائيلي في أول معركة برية مع مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان منذ حرب عام 2006.

وبينما سمح الجيش الإسرائيلي بنشر أسماء وصور ثمانية عسكريين من القوات الخاصة قتلوا خلال الاشتباكات، أشارت تقارير صحفية إلى حصيلة أكبر من ذلك، وبادرت بلديات ومجالس مستوطنات إسرائيلية إلى الكشف عن الجنود القتلى من أبنائها قبل الإعلان الرسمي عنهم.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن وحدة إيغوز تسللت إلى مبنى في إحدى القرى بجنوب لبنان، وفور وصولها تصدى لها مقاتلون من حزب الله في معركة وجها لوجه.

وأضافت أن مقاتلي حزب الله أطلقوا النيران على القوات الإسرائيلية من اتجاهات مختلفة، كما أطلقوا قذائف وصواريخ مضادة للدروع، وخلال عملية إجلاء الجرحى واصل المقاتلون إطلاق النار والصواريخ.

وفي حادثة أخرى أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، أطلقت قذائف صاروخية على جنود من لواء غولاني بشكل مفاجئ في قرية أخرى جنوبي لبنان، مما أدى لمقتل وإصابة عدد منهم.

ومن جانبه، قال مركز “زيف” الطبي الإسرائيلي في مدينة صفد إنه استقبل 39 جندياً مصاباً وصلوا بواسطة المروحيات ومركبات الإسعاف العسكرية.

نتائج أولية

قالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن تحقيقاً أولياً أجراه الجيش كشف عن أن عشرات من مقاتلي حزب الله هاجموا الجنود في تلك المعارك، مما أدى لمقتل عدد منهم.

في السياق نفسه، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن مقاتلين من حزب الله أطلقوا النار على الجنود من مسافة قريبة مما أدى لوقوع هذا العدد من القتلى.

وذكرت الهيئة أن الجيش الإسرائيلي يواجه “عدواً صعباً ومدرباً جيداً” في جنوب لبنان، مشيرة إلى أن القتال يدور فوق الأرض وتحتها، حيث توجد بنية تحتية عمرها عشرات السنين.

وأشارت إلى “أن التضاريس في جنوب لبنان لا تخدم قوات الجيش الإسرائيلي، وهي أعقد من قطاع غزة”.

وبدورها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت “أن هذه المنطقة التي قتل وأصيب فيها 36 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً، قصفها الجيش الإسرائيلي بـ650 غارة منذ بداية الحرب”.

من جانبه، أعلن حزب الله اللبناني أن مقاتليه تصدوا لقوة مشاة إسرائيلية حاولت التسلل إلى بلدة العديسة جنوبي لبنان وأجبروها على التراجع، كما أعلن عن التصدي لمحاولات تسلل أخرى واستهداف قوات إسرائيلية في عدد من المواقع على طول الحدود بالصواريخ والعبوات الناسفة.

عملية غير محدودة

اعتبر محللون أن مصطلح “عملية برية محدودة جنوبي لبنان” الذي استخدمته إسرائيل، محاولة لتلطيف وصف الأعمال العسكرية دون إعلان الحرب رسمياً، ولتبرير الانسحاب مع حفظ ماء الوجه إذا فشلت هذه العملية، تحت زعم أنها كانت محدودة أصلاً، وفي حال نجاحها، ستستمر دون توقف.

وأشاروا إلى أن العملية تهدف إلى فصل البقاع عن جنوب لبنان، وتمهّد للانطلاق نحو الساحل والسيطرة على الليطاني وفصل الجنوب، كما حدث في شمال قطاع غزة.

ليصبح “محور الليطاني” مشابهاً لمحور نتساريم الذي يفصل مدينة غزة وشمالها عن المنطقة الوسطى في القطاع، والهدف من ذلك عزل الجنوب وقطع خطوط الإمدادات عنه.

واعتبر محللون أن الهجوم الإسرائيلي على القرى اللبنانية الجنوبية حتى الآن، مجرد عمليات استطلاع بالقوة لبناء موطئ قدم يتيح للاحتلال زج قوات أكبر بعد إضعاف قدرة حزب الله الدفاعية، وتقويض بنية التحتية

وحذر متابعون للوضع في المنطقة من سيطرة إسرائيل على مناطق عربية جديدة من خلال سيطرتها على مناطق لبنانية، تنفيذاً للمشروع الذي يسعى نتنياهو إلى تحقيقه.