لكل السوريين

في ظل تصاعد العدوان الصهيوني.. وغياب الضمير الإنساني غزة تواجه الموت قصفاً وعطشاً وجوعاً

تحقيق/ لطفي توفيق

يواجه الفلسطينيون في قطاع غزة أزمات متعددة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية الشرسة، ولم يعد سكان القطاع قادرين على توفير أدنى مقومات الحياة من الغذاء والماء والدواء والوقود، والذين نجوا من القصف والحصار معرّضون إلى الموت جوعاً وعطشاً وبسبب وقف الإمدادات الأساسية للبقاء قيد الحياة.

وحذّر خبراء أمميون من أن الوقت ينفد لوقف الكارثة الإنسانية في غزة، وأعربوا عن إحباطهم من “رفض إسرائيل وقف خطط تدمير القطاع المحاصر”.

وقال الخبراء في بيان “ما زلنا مقتنعين بأن الشعب الفلسطيني معرض لخطر الإبادة الجماعية”.

وأضافوا “لقد وصل الوضع في غزة إلى نقطة تحول كارثية”، مشيرين إلى أن “حلفاء إسرائيل يتحملون أيضاً المسؤولية ويجب عليهم التصرف حالاً لمنع نتائج مسار عملها الكارثي”.

ومع استمرار الحرب الهمجية الإسرائيلية بدأ الجوع والعطش يلاحقان سكان غزة، وينتظر النازحون منهم إلى جنوب القطاع مزيداً من المعاناة مع حلول فصل الشتاء بعد أن هطلت الأمطار وأغرقت خيامهم.

ويخشى سكان الخيام أن يأتيهم الشتاء بما لا يتمكنون من مواجهته خلال الأيام المقبلة، حيث تنخفض درجة الحرارة ويتزايد هطول المطر، في وقت يفتقدون فيه إلى أبسط ما يواجهون به هذه الأجواء في خيامهم التي لا تقي من برد ولا تحمي من مطر.

غزة تواجه الموت عطشاً

يواجه الفلسطينيون في قطاع غزة مخاطر العطش لعدم توفر مياه الشرب جراء قرار الاحتلال الإسرائيلي بقطع إمدادات الكهرباء والمياه والوقود.

وتوقفت السلطات المحلية في غزة عن ضخ المياه من الآبار إلى المنازل بسبب نفاد الوقود.

وأعلنت وزارة الداخلية التي تديرها حركة حماس في غزة، أن القطاع يعاني أزمة حادة في توفير مياه الشرب في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، مما دفع المواطنين إلى شرب مياه غير صالحة تعرضّهم لأزمات صحية تهدد حياتهم.

وكان وزير جيش الاحتلال الاسرائيلي قد قرر في ثالث أيام العدوان على القطاع فرض حصار شامل ومشدد على القطاع بقوله “لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود”.

وتسببت أزمة انقطاع الكهرباء بشلل برنامج توزيع المياه من الآبار الجوفية إلى المنازل، وتوقف شبه تام لسيارات نقل وبيع مياه الشرب من محطات التحلية الخاصة بفعل نفاد الوقود ومخاطر التجول في الشوارع.

وحذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين من أن أكثر من مليوني شخص في القطاع يواجهون خطر نفاد المياه بسبب الحصار الإسرائيلي المطبق.

وكان المفوض العام للوكالة قد حذّر من “التداعيات الخطيرة لنفاد المياه الصالحة للشرب على حياة سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون تقريباً، في ظل الحرب الإسرائيلية التي تسببت في أزمة إنسانية كبيرة”، وقال إن “مياه الشرب بصدد النفاد، وغزة تواجه الموت”.

وتواجه الموت جوعاً

قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مطحنة القمح الوحيدة العاملة في قطاع غزة مما تسبب بتوقف عملها، كما قصف معظم مخابز القطاع، وتوقفت المخابز الأخرى عن العمل بسبب نقص الوقود والمياه ودقيق القمح الذي لم يعد متوافراً في الأسواق المحلية.

ودفع نفاد غاز الطهي وإغلاق غالبية المخابز أبوابها إلى لجوء الناس لطهي طعامهم على نار الخشب، حيث يجوب الكثير من الغزيين الشوارع بحثاً عن الأخشاب وورق الأشجار الجاف بغرض استخدامها لطهي الخبز لعائلاتهم، ويقطع بعضهم الأشجار بغرض الاستفادة من أخشابها في التدفئة.

واستنكر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تعمد إسرائيل تصعيد حرب التجويع بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة “كأداة للإخضاع”، وحذًر من أزمة طاحنة في توفير الغذاء في ظل استمرار العدوان المتواصل.

وحذرت منظمة هيومن رايتس ووتش من استمرار انقطاع التيار الكهربائي في غزة، الناجم عن منع إسرائيل توريد الوقود إليه، وقالت في بيان “إن آثاره الإنسانية مدمرة”.

وشددت منظمة العفو الدولية على ضرورة الإدخال الفوري لمستويات كافية من الوقود لتمكين نظام الرعاية الصحية من تقديم الخدمات المنقذة للحياة.

وقالت المنظمة “إن منع الوقود أثر بشدة على تقديم الخدمات الحيوية لما تبقى من المرافق الطبية المتداعية التي تعالج آلاف المرضى من ضحايا الهجوم المتواصل على غزة، كما أعاق إنقاذ الجرحى المحاصرين تحت أنقاض المباني المدمرة”.

ولم تجد كل هذه التحذيرات والنداءات أي استجابة من الدولة الصهيونية وحلفائها.