لكل السوريين

عضو العلاقات بحزب التحالف الوطني: “السياسة التركية من تل تمر للشهباء هي محاولة لضرب اللحمة الشعبية السورية”

حاوره/ أحمد سلامة  

أكد يحيى محمود عضو العلاقات العامة في حزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري، بأن السياسة التركية العدائية والديمغرافية للشعب السوري على مناطق شمال شرق سوريا من تل تمر إلى الشهباء، هي لمحاولة ضرب اللحمة الشعبية والتكاتف المجتمعي للمكونات، وسعي دولة الاحتلال التركي لاستغلال النعرات الطائفية، واللعب على زرع الفتن بين أبناء هذه المناطق لخلق جو من الاضطرابات الداخلية فيها.

وتواصل دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها ارتكاب الانتهاكات في المناطق التي تحتلها في سوريا، وتتنوع تلك الانتهاكات بين سلب ونهب وخطف وإتاوات مفروضة.. إلخ.

وفي الآونة الأخيرة زادت دولة الاحتلال التركي من حدة تهديداتها لاحتلال مناطق سورية جديدة، حيث قامت بقصف القرى الآمنة في كل من تل تمر وعين عيسى وتل رفعت.

وحول هذا الموضوع ومواضيع أخرى مرتبطة به، أجرت صحيفة السوري، حوارا مع الأستاذ يحيى المحمود، عضو العلاقات العامة في حزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري، وجاء نص الحوار كما يلي:

ـ أهمية الموقع الجغرافي لسورية ولمناطق شمال شرق سوريا جغرافيا وسياسيا، هل جعلت منها نصب أعين تركيا؟

إذ نظرنا إلى الموقع الجغرافي لسورية بشكل عام ومناطق شمال شرق سوريا بشكل خاص، فسوف نلاحظ أن هذه المناطق مليئة بالخيرات ولها موقع استراتيجي في الماضي والحاضر، فكان يعبر منها طريق الحرير وطرق التجارة القديمة، ولها طابع خاص فهيا  من أولى المناطق التي سكنها الانسان، وهي صلة وصل بين عدة بلدان وتتوسط بلاد الشام ” الأردن وفلسطين ولبنان”، وهي ملتقى لثلاث قارات وثقافات عديدة ومحور لعديد من بلدان الشرق الأوسط، ومحور أساسيا في العملية السياسية والصراع العربي الإسرائيلي، كل هذا جعل منها مطامع للدول المجاورة وفي مقدمتها تركيا.

ـ ما هو تفسيرك لتزامن الهجمات التركية مع نعرات وثارات وازدياد وتيرة الهجمات على نقاط كثيرة من تل تمر إلى الشهباء؟

الهجمات التركية على هذه المناطق أدت إلى نوع من أنواع التحرك العشائري، والتحرك من أجل نعرات طائفية ونعرات قومية، أدت إلى نشوب اقتتال داخلي لخلق نوع من الفوضى والبلبلة، وهذه هو ما تسعى له تركيا لخلق جو داخلي غير متزن وزرع فتن بين المكونات الموجودة لتحقيق هدفها، ودولة الاحتلال التركي تلجأ لهذه السياسة الخبيثة لضرب عمق اللحمة الوطنية والشعبية داخل مناطق شمال شرق سوريا، وهي سياسة قديمة كانت الدولة العثمانية تقوم بها بين المكونات العربية على مبدأ” فرق تسد”.

ـ الجولة المكوكية الإماراتية مع دمشق وأنقرة وعلاقتها بزيارة أر دوغان للسعودية ما مدى تأثيرها سياسيا؟

الحرب الروسية الأوكرانية أثرت سلبا على وجود الروس في سوريا، واضطروا لإخلاء واختصار بعض الأجزاء التي كانت تحت سيطرتهم وبحوزتهم، هذا كله جعل حكومة دمشق تقوم بجولات مكوكية إلى إيران  وإلى الإمارات من أجل إيجاد حليف، وفي المقابل إيجاد من يقوم بدفع تكلفة  الحليف الذي سوف يملأ الفراغ الذي أحدثه الروس، أما عن زيارة أر دوغان للسعودية فقد جاءت من أجل أن يفتح حوارا وتقوية للعلاقات مع الخليج العربي، ليقوم بتنفيذ أجندات في سورية وإحداث تغير سياسي في علاقته مع  دول الجوار ويكسب تأييدهم في سياسته المتبعة في إحداث تغيير ديمغرافي في هذه المناطق.

ـ التناقض في السياسة التركية حول دعم فصائل مدرجة عالميا في قوائم الإرهاب، وممارسات بحق الأهالي في المناطق المحتلة ما رأيك؟

تركيا كانت المستغلة والمتربصة بسورية، فقد دعمت بعض الفصائل وجعلته تعمل لخدمتها وخدمة مشروعها الاستيطاني وتديرها من خلال بعض غرف العمليات العسكرية ومرتزقة الجيش الوطني، علما أن هذه الفصائل تقو بأعمال إرهابية وتمارس القتل والتنكيل وفي مقدمتها ” داعش وهيئة تحرير الشام والجيش الوطني”، حيث لاقى وعانى منهم الأهالي أشد أنواع القتل والتعذيب عطفا عن الخوف والهلع، وقد قامت بجرائم حرب وأدرجت عالميا على لائحة الإرهاب في العالم، لكن دولة الاحتلال التركي تجند هذه الفصائل  لتصل إلى أهدافه ومشروعه في تغيير معالم المنطقة.

ـ ما الذي دفع الأهالي في المناطق المحتلة للقيام بتظاهرات ضد مرتزقة الاحتلال التركي؟

لاحظنا أن هؤلاء المرتزقة قاموا بالضغط على أبناء المناطق المحتلة من قبل المحتل التركي، حيث قاموا بأخذ إتاوات من الأهالي والنهب والاعتقالات التعسفية، والمواطنين قد عانوا من الممارسات التي تمارس عليهم من ظلم وقتل ومصادرة للأملاك العامة والخاصة، فكان لابد من خروج المظاهرات في تلك المناطق المحتلة بالرغم من محاولة المحتل التركي لمنع حدوثها، وزج المتظاهرون بالسجون وأخذهم إلى مصير مجهول ، وعدم قدرة أهالي هؤلاء المعتقلين بالبحث عنهم خوفا من بطش الفصائل الموجودة هناك، فلا سيبل لديهم سوى الخروج بوجه هذا المحتل الذي أتعب كالهم بالإتاوات والسلب والنهب، وأخذ كل من يعارض سياستهم إلى مصيره المحتوم.

ـ تزامن العملية التركية مع وعود أوروبية بتقديم 6 مليار يورو صرح أر دوغان حينها أنه سيعمل على استغلالها في إعادة ـ مليون لاجئ سوري، ما مصداقية ذلك، وما المراد بالضبط؟

إذا نظرا إلى التركي كيف كان يتعامل مع اللاجئين السوريين ،فسوف نعرف أنهم عبارة عن ورقة ضغط خاصة بعد التوجه نحو اليونان ومنه إلى أوروبا كلما أراد أن يا خذ منها أو أن يفاوضها على أمر ما، وهو يريد من هذه العملية أن تكون تغيير ديمغرافي في المنطقة، وذلك لأنها تقوم بتوطين سوريين مكان سوريين أخرين ، وإحداث بلبلة وفتن بين السوريين أنفسهم عندما تأخذ بيت مواطن لتعطيه لأخر، فدولة الاحتلال التركي تسعى  لإبقاء المنطقة في حالة فلتان أمني وتغير البيئة الجغرافية السورية بتوطين أهالي  لبعض المناطق وإخراج أصحابها الأصليين.

ـ صمت حكومة دمشق وموقفها دائما على استحياء من سياسة أردوغان الاستيطانية.. تعليقك؟

حكومة دمشق لديها أولويات تريد أن تقوم بتأمين المناطق التي تحت سيطرتها، وأن تقوم ببعض الأشياء التي تحافظ على استمرارها وبقائها، في حين المحتل التركي ينشط على الشريط الحدودي ويتوغل بالداخل السوري، فلابد من حكومة دمشق أن تقف موقف جديا من هذا التدخل السافر بالأراضي السورية، لان عمل دولة الاحتلال التركي يمس بسيادة الدولة السورية، فلابد من تدخل مباشر وصريح من حكومة دمشق وردع ما يقوم به أردوغان ومرتزقته.

ـ كيف يمكن الحد من البروباغندا التركية وتأثيرها على الاندماج والانسجام بين المكونات في شمال شرق سوريا؟

الحد يكون من خلال التصدي لها، وأن يفرض عليها شروط قاسية ومن خلال حظر طيران في المنطقة، عند ذلك البروباغندا التركية تضعف ولا يبقى  لها تأثير، وما صرح به رئيس أركان المحتل التركي بقيامهم بعمليات عسكرية وضرب شمال شرق سورية، أنه لا يتعدى الدعاية الإعلانية الإعلامية، ومن جانب أخر أنهم يريدون أن يكون هناك عدم اندماج وعدم انسجام بين المكونات في شمال شرق سورية، ولكن عندما يعلمون أن ما تقوم به تركيا من نعرات وفتن لكي يصبح لديها المجال للتدخل في شؤون السوريين، تتكاتف جميع المكونات للحد من هذه السياسة التركية وتأكيد على اللحمة الوطنية لجميع مكونات  شمال شرق سورية في مواجهة هذه البروباغاندا التركية.

ـ كلمة أخيرة وتعليقك لما تقوم به دولة الاحتلال التركي من جرائم حرب وتغييرا ديمغرافيا في مناطق شمال شرق سوريل؟

أننا كحزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري نقول: بأن الشعب يجب أن يتحد، ويقف موقفا حازما لما تقوم به دولة الاحتلال التركي من قتل وتشريد وتشويه للتاريخ السوري، فسورية هي وطن الجميع ويجب أن يضعوا يدهم مع بعضهم البعض، وأن ينظروا إلى مكامن الخطر و يقفوا صفا منيعا بوجه هذه المخططات التي تحاول إعادة الاحتلال العثماني من جديد، وللأسف هناك من يدعون أنهم أبناء الوطن وهم سوريين قد أصبحوا بنادق مأجورة ومرتزقة بيد المحتل، ومن خلالهم أخذ يقتطع بعض الأراضي السورية وينشأ المستوطنات من أجل أن تكون تابعة عسكريا وجغرافيا وسياسيا لتركيا.