لكل السوريين

الوضع الاقتصادي في الشمال الغربي لسوريا ينذر بمجاعة والليرة التركية أبرز أسبابها، وخبير اقتصادي يوضح المخاطر!

إدلب/ عباس إدلبي

من جديد يعود إلى الواجهة تدهور الوضع الاقتصادي في الشمال الغربي لسوريا ومراقبون يصفون الوضع الاقتصادي بأنه الأسوأ منذ اندلاع الثورة السورية في اذار 2011، وبحسب مصادر مختصة بالشأن الاقتصادي في الشمال الغربي لسوريا حيث رجح قسم منهم الوضع الاقتصادي بأنه عام المجاعة ولأسباب متعددة أولها وأهمها فرض التعامل بالليرة التركية وما تبعه من سلبيات انهيارها امام العملات الأخرى. ويأتي ضعف المواسم الزراعية وتقلص المساحات المزروعة بالدرجة الثانية.

وللوقوف حول الوضع الاقتصادي العام في إدلب وشمال غرب سوريا، كان لنا لقاء مع أحد المختصين بالشأن الاقتصادي، عمر الأسعد، ليحدثنا عن الوضع الاقتصادي، أسبابه وعوامل تفاقمه.

ويقول “لابد لنا أن الحرب الجائرة والطويلة التي يمر بها عموم سكان الشمال الغربي لسوريا وغيرها له تداعيات اقتصادية واجتماعية تحمل المواطن السوري جل أعبائها، وأثقلت كاهله لدرجة عدم القدرة على تحمل المزيد”.

ويضيف “من أهم أسباب الانهيار المتزايد والذي أثر بشكل كبير على حياة المواطن وسبل معيشته، فإن هناك أسباب عديدة أهمها فرض التعامل بالليرة التركية، والذي أدى لتسارع انهيار الوضع الاقتصادي بشكل سريع، وعلى جميع شرائح المجتمع”.

ويتابع “لأن فرض التعامل جاء بدون دراسة موضوعية فقد أثر انهيار العملة التركية على المواطن السوري أكثر من المواطن التركي نفسه، والسبب أن معظم المواد المستوردة تأتي من تركيا وبالعملة الأمريكية الدولار، وبالتالي هذه الطريقة في التعامل أدت لشح العملة الأجنبية وإضعاف السوق السورية وبالوقت نفسه المستفيد الوحيد الاقتصاد التركي”.

ويرى الخبير أن “الكثافة السكانية والمساحات الزراعية الضيقة خلقت خللا ما بين الناتج المحلي وحاجات السوق، حيث أن أكثر من 4 مليون نسمة يقطنون معظمهم بالخيام ويستحلون مساحات زراعية واسعة كان سببا أيضا من أسباب ضعف الناتج المحلي، ومعظم سكان المخيمات هم مستهلكين وغير منتجين يعتمدون على سلال الإغاثة المقدمة من برنامج الغذاء العالمي ومنظمات أخرى، الأمر الذي دفع معظم سكان المخيمات على الاعتماد على تلك السلة وبقائه تحت رحمة المنظمات بدل البحث عن سبيل آخر للعيش”.

ويعتبر عمر أن انعدام فرص العمل وارتفاع البطالة دفعت معظم الشباب للهجرة خارج البلاد رغم الخطر والقتل الذي يهددهم من جراء الدخول نحو الأراضي التركية، إلا أن الفقر والحاجة دفعتهم للانتحار على الجدار الفاصل والهروب من الواقع المعيشي السيئ الذي يعيشه معظم سكان الشمال الغربي.

ومن خلال استطلاع أجريناه على معظم سكان المناطق في إدلب، وخاصة المخيمات لاحظنا حجم الفقر الذي يعيشه سكان تلك المناطق، وخلال جولتنا التقينا مع أبو ياسر، نازح من ريف حلب الجنوبي منذ أكثر من ثلاث سنوات ليحدثنا عن معاناته.

ويقول “أنا أب لستة أطفال، نعيش في هذا المخيم منذ تاريخ نزوحنا، نعيش أوضاع صعبة جدا ولا يوجد أي عمل نقوم به، اعتمد على سلة الإغاثة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولكن لا سبيل آخر لأي دخل يساعدنا ووضعي المادي سيئ جدا كباقي سكان المخيم، والمنظمات الاغاثية خفضت من الكميات المقدمة للمخيم منذ أكثر من عام، وغلاء الأسعار وانعدام فرص العمل دفعنا لجمع البلاستك والخردة من المكبات كسائر سكان المخيم لتأمين ثمن ربطة الخبز والتدفئة”.

وخلال جولتنا لاحظنا عددا من الأطفال يحملون أكياسا على ظهورهم وبالسؤال عما تحويه تلك الأكياس وجدنا بعض المواد القابلة للاشتعال والأحذية جمعوها للتدفئة وبيع ما يصلح للبيع.