لكل السوريين

القمامة تنتشر بحماة.. وتهم للبلدية بالفساد

حماة/ جمانة خالد 

وصلت عشرات الشكاوى إلى مجلس مدينة حماة ورئيس البلدية بسبب الإهمال المبالغ به، من قبل العمال المسؤولين عن نظافة شوارع المدينة.

ووثق بعض الأهالي في الأحياء السكنية، انتشار القمامة بالصور والفيديوهات ونشروها على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تثبت تراكم أكوام من النفايات في أيام دوام عمّال النظافة، لاسيما حي الشيخ عنبر و حي الصابونية.

ويستمر الإهمال المتعمد من قبل العمّال، ليصل إلى إهمالٍ في تنظيم الإعمار المنشئ حديثاً، وعدم انتشال أكوام الركام و مخلفات الإنشاء خاصة في فصل الشتاء، والذي يسبب وعورة في الطرقات الإسفلتية و تجمع لبرك المياه، دون وجود أي رادعٍ أو عقوبة لهم من قبل إدارة البلدية.

و بعد تكرار الشكاوى على مدى ثلاثة أشهر، أصدرت البلدية ومجلس المدينة في حماة، قراراً يهيب بالمواطنين التقيد بقانون النظافة ورمي القمامة في أماكنها المخصصة و بالأوقات المحددة والتي تبدأ من الساعة 9 مساءاً وحتى 8 صباحاً.

واعتبر الأهالي هذا القرار غير منصف كونه تجاهل أخطاء العمال والإهمّال الكبير من قبلهم، والسوء الشديد في إدارة البلدية وعدم تخصيصها حاويات تستوعب كمية النفايات، خاصة في الأحياء السكنية المكتظة بالسكان، وعدم مرور شاحنات نقل النفايات بالأوقات المخصصة لها.

وأكد مهندس في حماة، أن المدينة بحاجة إلى 43 شاحنة نقل نفايات على الأقل، والعدد المتوفر هو 13 شاحنة فقط، رغم تواجد ميزانية تكفي لشراء هذا العدد في حال قررت لجنة مجلس المدينة ذلك.

ويتعاون الأهالي في الأحياء السكنية حالياً على استئجار سيارات نقل خاصة مع العمال للتخلص من النفايات المتراكمة، إلا أن النفايات تُلقى خارج المدينة، مما يتسبب بانتشار الأوبئة والأمراض الخطيرة.

وبالرغم من ذلك إلا أن الأهالي يجدون انتشار الأوبئة على أطراف المدينة أفضل بكثير من انتشارها بين السكّان، فيما تزال مشكلة النفايات معلّقة حتى اللحظة دون إيجاد حل جذري لها من قبل الجهات المختصة.

وقدم سكان الحي عدة شكاوى ولكن “دون جدوى”، ليلجؤوا إلى تقديم طلب لمحافظ حماة، حيث قام الأخير بجولة في الحي.

لكن البلدية وقبل الجولة بعدة ساعات قامت بتنظيف الحي كاملاً وشطف الشوارع “وبعد مرور المحافظ عاد الوضع مثل ما كان في السابق ولم نعد نرى البلدية أو عمالها.”، وفقاً لما ذكره “العلواني”.

وأضاف: “مهمة البلدية هي تتبع زيارات المحافظ وتنظيف الشوارع قبل مرور أي وفد، ومن ثم ترك الأحياء تطوف بالقمامة.”

وضع للأسوء

وفي بداية العام الحالي، قام محافظ مدينة حماة، محمد طارق كريشاتي، بحجب الثقة عن رئيس مجلس بلدية حماة عمر الطيار، بسبب تهم فساد موجهة إليه.

ونهاية كانون الأول من العام الفائت، تم إحالة ثلاثة موظفين من مراقبي البناء التابعين للبلدية، للتحقيق بتهم فساد وتقاضي رشاوى وتسهيل البناء غير المشروع.

وقال عصام محمد وهو اسم مستعار لأحد سكان حي جنوب الملعب إنهم كانوا يأملون أن تتحسن أوضاع المدينة بعد عزل رئيس مجلس بلدية حماة، كان لدينا أمل بحل هذه المشاكل ولكن بدل أن تتحسن الأحوال ازداد الأمر سوءاً.

وأرجع نضال (58عاماً) وهو اسم مستعار لموظف في بلدية حماة سبب عدم ترحيل القمامة ورش المبيدات إلى عدم توفر وقود للشاحنات وعدم تزوديهم بالمبيدات.

وتعمل حالياً سيارتان فقط لترحيل القمامة في جميع أحياء حماة وذلك بعد توقف السيارات الأخرى عن العمل، بسبب عدم تزودينا بمخصصات مازوت.، بحسب المليح.

وأشار الموظف الحكومي إلى أن عدد عمال النظافة في البلدية لا يغطي كافة الأحياء، كما أن عدد المتقدمين لهذه الوظيفة “قليل جداً، لأن الرواتب قليلة وغير مشجعة.”